دعوات لتقوية علاقات العرب بتركيا

جانب من الندوة

جانب من حضور الندوة (الجزيرة نت)

مصطفى البقالي-الرباط

دعا مفكرون وباحثون من المغرب وفلسطين إلى تقوية العلاقات الإستراتيجية بين الدول العربية وتركيا في ظل تراجع علاقة أنقرة بالغرب، وذلك في ندوة أقيمت بالرباط تحت عنوان "الانفتاح التركي على العالم العربي بين الترحيب والترهيب".
 
واعتبر المشاركون في الندوة -التي حضرها مستشار السفير التركي بالرباط- أن تركيا بدأت تلعب دورا رياديا في المنطقة، في ظل التغيرات التي يشهدها العالم، خصوصا مع تراجع الغرب من الناحية الديمغرافية، وتقلص الفجوة التقنية بين الولايات المتحدة ودول أخرى كالصين واليابان، إضافة إلى تراجع قدرة واشنطن على السيطرة على جيرانها في أميركا اللاتينية.

من جانبه، قال رئيس مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بمدينة وجدة -سمير بودينار- إن الوضع الراهن للعلاقات العربية التركية يعتبر مثاليا للتحالف من أجل العمل في قضايا محددة مع حليف أصيل تربطه صلات حضارية مع العالم العربي.

وأرجع بودينار أسباب تطلع تركيا للعب أدوار في المنطقة العربية إلى حصول "تحولات معقدة" للوعي الداخلي التركي، مشيرا في هذا الصدد إلى أن "التقارب الجزئي" مع العالم العربي لا يعبر عن تغير إستراتيجي للعلاقات الدولية لتركيا التي لا تتطلع للتحول إلى دولة ممانعة كسوريا وإيران.

سمير بودينار (الجزيرة نت)
سمير بودينار (الجزيرة نت)

تحالف لا اعتماد
وقال إن على العالم العربي أن يحافظ على تحالفه مع تركيا دون التعويل عليها كثيرا، لأنه ليس من طبيعة العلاقات بين الأمم أن تنوب عن بعضها في القيام بأدوارها الحقيقية، على حد تعبيره.

من جهته يرى سعيد خالد الحسن -وهو فلسطيني يعمل أستاذا للعلوم السياسية بجامعة محمد الخامس في الرباط- أن تركيا تحتاج إلى حضور عربي قوي،  في الوقت الذي نجد فيه العالم العربي "مكسور الإرادة ويفتقد للرؤية".

وأضاف أن من بين الأسباب التي تدعو تركيا إلى التوجه نحو العالم العربي هو تدريب إسرائيليين لمقاتلين أكراد، رغم أن ذلك "لا يقلل من قيمة مواقفها".

ودعا الحسن تركيا إلى الاندماج في العالم العربي وتبني موقف واضح ومبدئي من الصراع العربي الإسرائيلي، بحيث لا يكون مرتبطا بمواقف إسرائيل من تركيا.

أما الناشط السياسي عبد الصمد بلكبير فأكد أن الاستحقاقات التاريخية العربية لا يمكن أن يقوم بها إلا العرب أنفسهم، دون الاعتماد على تركيا أو الصين أو إيران.

لكنه رغم ذلك يرى أن من الواجب على العالم العربي أن يستفيد من تجربة تركيا في علاقتها مع الدين والسياسة، لأن "الحضن الطبيعي" للدين هو المجتمع، في الوقت الذي "يجب على الدولة أن تبتعد عنه".

أحمد دوجان (الجزيرة نت)
أحمد دوجان (الجزيرة نت)

ضرورة التطوير
من جانبه أكد مستشار السفير التركي بالرباط أحمد دوجان على ضرورة تطوير العلاقات بين الدول العربية وتركيا، لأن ذلك يخدم العالم العربي كما يخدم المصالح الوطنية التركية كما يقول.

ودعا دوجان الدول العربية إلى رفع التأشيرات على المواطنين الأتراك، كما فعلت تركيا مع أغلب الدول العربية عندما أسقطت التأشيرة على مواطنيها، مبرزا أن الإبقاء عليها لا يخدم التبادلات المختلفة بين تركيا والعالم العربي.

ويبقى أن العلاقات التركية العربية محكومة بمجموعة من الإكراهات والتحديات، كما يقول الباحث في العلوم السياسية محمد الطويل الذي أشار في تصريحات للجزيرة نت إلى عدم استقرار السياسة الخارجية التركية بسبب توالي الانقلابات العسكرية، إضافة إلى الضغط الأميركي والإسرائيلي الذي يمارس على أنقرة من أجل فك الارتباط بالعالم العربي.

المصدر : الجزيرة