2009 عام دموي لصحفيي باكستان

صور من نادي الصحفيين في إسلام آباد - من تقرير 2009 عام دموي للصحفيين الباكستانيين - مهيوب خضر-إسلام آباد
 لافتات تحمل صور الإعلاميين الذين راحوا ضحية أعمال العنف في باكستان(المصدر: نادي الصحفيين بإسلام آباد)
مهيوب خضر-إسلام آباد
 
اكتوى العاملون في مجال الصحافة والإعلام في باكستان بنار العنف خلال العام 2009 الماضي في مختلف الأقاليم الباكستانية، وسط وضع أمني متدهور.
 
فقد شهد العام الماضي مقتل عشرة صحفيين باكستانيين وخطف عشرة آخرين، فضلا عن تعرض 70 صحفيا لهجوم مباشر أثناء عملهم وتلقي آخرين تهديدات مباشرة.
 
ومن هؤلاء الصحفيين مراسلون مشهورون يعملون مع قنوات فضائية مثل "جيو" و"دون"، وآخرون كتاب في صحف مختلفة مثل "نيشن" و"عوامي انقلاب" و"اعتدال" وغيرها. ولم يقتصر الأمر على القتل، بل تعداه إلى الاختطاف والهجوم المباشر، بما أوقع العديد من الجرحى في صفوف الإعلاميين.
 
ففي إقليم البنجاب قتل أربعة صحفيين، وثلاثة آخرونفي إقليم الحدود الشمالي الغربي، وصحفي في كل من بلوشستان ومناطق القبائل والعاصمة إسلام آباد.

واجه المخاطر

ووصف رئيس جمعية الصحفيين في إسلام آباد أفضل بت العام 2009 بالدموي بالنسبة للعاملين في مجال الصحافة والإعلام في باكستان. 
 
وقال إن الأوضاع الأمنية والسياسية الصعبة التي تمر بها البلاد وضعت الصحفيين وجها لوجه أمام مخاطر وصعاب جمة للقيام بواجبهم بما في ذلك التغطية من ساحات حرب.
 
وأوضح أن قرابة خمسين صحفيا وصلتهم مكالمات تهديد العام الماضي، سواء من طرف جهات محسوبة على الحكومة أم من جانب متطرفين.
 
ويضيف أن سبعين صحفيا جرحوا أثناء تعرضهم لهجمات مختلفة، وكثيرون وقعوا في دائرة المضايقة والتشديد للحد من حرية الكتابة ونشر تقارير بعينها.
 
كما عبر أفضل بت عن أسفه من نهج بعض مالكي القنوات الفضائية التي تعدى عددها الثلاثين، إذ يسعون لتأمين معدات البث والتصوير لكنهم لا يقدمون أي ضمانات للكادر البشري.
 
وطالب الحكومة بتقديم تأمين على الحياة للصحفيين، وجهات العمل بالتكفل بمصاريف العلاج إذا تطلب الأمر، وتأمين حماية لجمعيات الصحافة ومقرات عمل الصحفيين.

صحفيو باكستان يعتبرون 2009عاما دمويا لهم (المصدر: نادي الصحفيين بإسلام آباد)  
صحفيو باكستان يعتبرون 2009عاما دمويا لهم (المصدر: نادي الصحفيين بإسلام آباد)  

هجوم

يشار إلى أن اللجنة المركزية لحزب الشعب الحاكم وفي اجتماعها الأخير بقيادة الرئيس آصف علي زرداري شنت هجوما لاذعا على وسائل الإعلام المحلية، كما اتهم وزير الإعلام قمر الزمان كايرا أربعة صحفيين بالاسم -وهم مقدمو برامج مشهورة- بمحاولة إسقاط الحكومة.
 
ويقول مقدم برنامج "بولتا باكستان" في قناة "آج" مشتاق منهاس إنه اعتاد خلال العام المنصرم على مكالمات التهديد وإنه لا يذكر عددها لكثرتها.
 
وينبه إلى أنه وزملاءه الصحفيين ليسوا ضد أحد وأنهم يعملون كمرآة عاكسة للواقع، معربا عن أسفه لأن الحكومة في بعض الأحيان تحاول تغيير المرآة بدلا من تنظيفها.
غياب التدريب
ويرى الصحفي منصور جعفر أن عدم تلقي بعض الصحفيين الذين أرسلوا إلى جبهات القتال التدريب الكافي ساهم في رفع عدد القتلى في صفوفهم، معربا عن أسفه لاستهداف صحفيين في مدن كبرى مثل إسلام آباد ولاهور.
 
ويضيف جعفر أن الأدلة من الصور والتسجيلات المصورة التي تقع بحوزة بعض القنوات الفضائية وغيرها من وسائل الإعلام أصبحت مصدر تهديد لها، مشيرا إلى أن حصاد العام 2009 يبعث على الأسى وأن التحديات التي يواجهها صحفيو باكستان في تزايد يوما بعد يوم.
 
وكان ختام العام المنصرم مراًّ مع الهجوم الذي استهدف جمعية الصحفيين في بيشاور يوم 22 ديسمبر/كانون الأول الماضي وكان رسالة وصلت إلى جميع صحفيي باكستان الذين يبدو أنهم مصممون على المضي في أداء واجبهم رغم المخاطر المحيطة.
المصدر : الجزيرة