المغرب يشدد رقابة ورش البناء بعد انهيار مبان

استحوذ انهيار بنايات بمدن مختلفة من المغرب، على الرأي العام المغربي، وعبرت كثير من الأطراف عن استيائها من سياسة غض الطرف والفراغ القانوني والإداري التي سادت بالمغرب تجاه أوراش البناء. - الجزيرة نت

سبب انهيار عمارة القنيطرة هو خرق قواعد البناء (الجزيرة نت)

الحسن السرات-الرباط

استحوذ انهيار بنايات بمدن مختلفة من المغرب على الرأي العام المغربي، وعبرت أطراف عدة عن استيائها من سياسة غض الطرف والفراغ القانوني والإداري التي سادت بالمغرب تجاه ورش البناء.

لجنة ثلاثية
وبعد مرور أسبوعين على سقوط قتلى وجرحى بالدار البيضاء والقنيطرة، أعلنت وزارة الداخلية يوم الجمعة 25 يناير/كانون الثاني الجاري عن تشكيل لجنة ثلاثية تضم ممثلين عنها وعن وزارة العدل ووزارة الإسكان لمراقبة تطبيق الإجراءات اللازمة في ورش البناء ولتمكين السلطات من وضع حد للسكن غير القانوني. 

ويأتي تشكيل اللجنة الثلاثية قبل الكشف عن نتائج التحقيق الذي فتحته السلطات المغربية بشأن "مركب المنال التجاري والسكني".

وانتقد نور الدين قربال النائب البرلماني عن مدينة المحمدية المحاذية للدار البيضاء هذا الإجراء الحكومي معتبرا أن الفساد المستشري في الإدارة المغربية سيفرغ اللجنة من مضمونها وسيجهض عملها.

وضرب قربال على ذلك مثلا باللجنة الحكومية الثلاثية التي أنشئت قبل انتخابات 7 سبتمبر/أيلول 2007 من أجل مراقبتها، لكنها لم تفلح.

قربال المكلف بالاتصال من الفريق النيابي للعدالة والتنمية أوضح للجزيرة نت أن دائرته الانتخابية بها حوالي ثمانين ألف مسكن صفيحي لم تحرك السلطات ساكنا لمعالجتها رغم اتفاقية وقعها المنتخبون وجمدها والي الدار البيضاء الكبرى. وأكد المتحدث أن البناء في المناطق غير الصالحة للبناء لا يزال مستمرا وسيبقى ما دامت لوبيات الفساد أقوى من أي إجراء.

وبالإضافة إلى القنيطرة عرفت منطقة بوعزة، بمدينة الدار البيضاء عملية هدم لمساكن غير قانونية لقي فيها طفل مصرعه لهشاشة البناء في يناير/كانون الثاني أيضا. وقدم المسؤولون عن هذه المأساة إلى المحاكمة بالدار البيضاء وبينهم رجل سلطة وعناصر من القوات المساعدة وآخرون.

البناء في المناطق غير الصالحة ما زال مستمرا (الجزيرة نت)
البناء في المناطق غير الصالحة ما زال مستمرا (الجزيرة نت)

مافيا العقار
وتشير أصابع الاتهام إلى ما يطلق عليه "مافيا العقار"، بعد ارتفاع الإقبال على البناء ودخول "كل من هب ودب" إلى الميدان، على حد قول المهندس الطبوغرافي رشيد بلمقيصية.

وأوضح بلمقيصية للجزيرة نت أن السبب المباشر لانهيار عمارة القنيطرة هو خرق قواعد البناء، إذ إن الأشغال ينبغي أن تتوقف بعد إنجاز كل سقف لمدة 21 يوما. 

فسقف الطابق الأول -حسب المهندس- بني يوم 9 يناير/كانون الثاني ثم بني السقف الثاني في الـ16 منه وهذه مدة غير كافية لتماسك البنا فضلا عن هطول أمطار غزيرة على القنيطرة في تلك الأيام.

غزو المناطق الخضراء
وتشتكي عدة جمعيات سكنية بالمغرب من غزو المناطق الخضراء بمشاريع إسمنتية، حيث أوضح محمد الغيساسي عضو "ودادية حي القدس" للجزيرة نت كيف تغلبت مافيا العقار على حيه الأخضر ببناء عمارة من ستة طوابق مع أن قانون التعمير لا يسمح هناك إلا بأربعة.

ورغم طرق "الودادية" لجميع الأبواب، بما فيها باب وزير الإسكان الذي استقبلها، فإن العمارة بنيت. المكسب الوحيد من هذه المعركة- حسب الغيساسي- هو تخفيض عدد الطوابق من ثمانية إلى ستة.

وانهارت عمارة في طور البناء يوم الأربعاء 16 يناير/كانون الثاني على رؤوس عدد من البنائين ساعة تناول الغذاء. ووصل عدد القتلى إلى 20 عاملا، والجرحى إلى 26.

وكانت الأشغال جارية على قدم وساق لإنجاز مشروع تجاري وسكني باسم "المركب التجاري المنال"، لإنجاز 286 محلا تجاريا وحوالي أربعمائة مسكن، بيعت كلها قبل البناء.

المصدر : الجزيرة