كارثة وشيكة في اليمن بسبب تناقص المياه

مياه الصنبور
تترصد اليمن كارثة وشيكة جراء التناقص المستمر والكبير لمخزونها من المياه نتيجة جفاف الكثير من الأحواض المائية  الإستراتيجية.
 
ويبدو ذلك واضحا من تأكيدات خبراء ومنظمات دولية أصدرت تحذيرات من حصول الكارثة، وترافق ذلك مع حملة توعوية أعلنت عنها الحكومة مشيرة إلى الوضع الحرج للمخزون المائي.
 
وأرجع مسؤولون تلوث المياه إلى التطور الحضري الكبير الذي تشهده اليمن، وإلى نقص الوعي الاستهلاكي لدى السكان، وهو الأمر الذي يؤدي إلى انتشار الأمراض والأوبئة.
 
وقال وكيل وزارة المياه والبيئة محمد الحمدي إن أكثر من مليار متر مكعب هو مقدار العجز المائي سنويا في اليمن التي تعتبر من أفقر دول العالم في المياه، فيما تقدر الموارد المائية فيها بـ 10372 مليار متر مكعب، منها 2.5 مليار متر مكعب متجددة.
 
وأكد الحمدي أثناء مشاركته في ورشة عمل توعوية على أهمية ترشيد استخدام المياه، خاصة المزارعين الذين يستهلكون كميات كبيرة من المياه على تروية أشجار القات، وهي الشجرة التي تستنزف كمية هائلة من المخزون المائي، خاصة في ظل شح الأمطار خلال السنوات الماضية.
 
من جانبه كشف المهنس محمد حرمل عن توقعات بنضوب حوض صنعاء المائي الإستراتيجي خلال العشر أو العشرين سنة المقبلة، مع أن مساحته تبلغ 320 ألف هكتار، وكمية المياه المخزنة (غير متجددة) تصل إلى 250 مليون متر مكعب، مؤكدا أن كميات الاستهلاك تزيد عن نسبة التغذية في الحوض بنسبة 100%.
 
وكان مسؤولون حكوميون قد أكدوا في وقت سابق أن ما نسبته 50% فقط من سكان الحضر اليمني يحصلون على مياه شرب نقية، وتنخفض هذه النسبة في الأرياف بنسبة كبيرة.
 
على صعيد متصل أكد تقرير برلماني أن 89% من كمية مياه الأمطار المتساقطة سنوياً على اليمن لا يستفاد منها بصورة مرضية في مشاريع المياه، وطالب الحكومة بالعمل على معالجة أوضاع المياه والبيئة لمواجهة الاحتياجات المائية الضرورية المتفاقمة للسكان.
 
وشدد التقريرعلى ضرورة اعتماد خطة تنفيذية متعددة لتنمية الموارد المائية غير التقليدية بإنشاء محطات تحلية مياه البحر في المحافظات الساحلية وتغطية كل عواصم المحافظات بمحطات معالجة ذات تقنية مناسبة.
 
وتذكر إحصاءات رسمية أن حصة الفرد اليمني من الموارد المائية المتجددة تنخفض بصورة مستمرة، حيث كانت حصته في العام 1988م، تصل إلى 226 متراً مكعباً، وتدنت إلى 138 متراً مكعباً عام 2000م، ويتوقع تدهورها إلى 72 متراً مكعباً عام 2026م.

 
 
 
المصدر : الجزيرة