صراع اليمن يؤججه الفقر وأموال السعودية

صواريخ التحالف تلاحق الفارين من الحديدة
صواريخ التحالف تلاحق الفارين من الحديدة (الجزيرة)

أوائل يوليو/تموز الجاري، أعلنت قوات الرئيس عبد ربه منصور هادي المرابِطة في الحديدة أن حوالي سبعة آلاف من المجندين الجدد -وجميعهم من نفس المدينة- قد انضموا إلى صفوفها بالإضافة لدفعات أخرى التحقت من قبل.

فقد اضطرت آلاف الأسر من الأهالي خلال الأشهر الماضية للخروج والنزوح إلى محافظات أخرى مثل إب وتعز ولحج وعدن فرارا من الحرب، لكنها ظلت تعاني من الفقر والعيش على حافة المجاعة، الأمر الذي يدفع بأربابها من الرجال للانضمام لجبهات القتال للحصول على الأموال التي تدفعها السعودية عبر قوات الرئيس هادي. 

وأورد تقرير نشره موقع ميدل إيست البريطاني أن الرجال -وبعد أن يرافقوا أسرهم إلى مخيمات النازحين المعدمة، وبعد تلقيهم بعض التدريب العسكري- يعودون إلى الحديدة للمشاركة في القتال إلى جانب قوات هادي مقابل أربعة آلاف ريال سعودي (1065 دولارا).

كم هي مغرية
وإذا ما قورن هذا المبلغ بما كان يتلقاه متوسطو الدخل بالحديدة -وهو ما يتراوح بين 60 و120 دولارا شهريا- فسيتبين كم هي مغرية هذه الأموال.

وذكر كثيرون أن مثل هذا المبلغ لا يُدفع إلا لمن يشاركون في القتال بالمعارك الخطرة مثل المعركة المتوقعة بالحديدة، إذ يتلقى جنود هادي الموجودون بمحافظة تعز 120 دولارا شهريا فقط.

وتشهد الحرب بالحديدة حاليا هدنة نسبية، لكن طرفي الصراع مستمران في حشد القوات والتعزيزات. وقوات هادي التي تمولها السعودية بحاجة لمقاتلين على معرفة جيدة بشوارع المدينة وأحيائها ومطارها وطرقها البرية. ومن لغير أهالي الحديدة بهذه المعرفة؟

ضحايا مرتين
ونسب التقرير إلى أستاذ علم الاجتماع بجامعة تعز فضل محمد قوله إن اليمنيين المعدمين اليائسين هم ضحايا للحروب عندما يهربون من منازلهم مع أسرهم عبر المناطق الوعرة إلى مناطق آمنة، وعندما يشاركون في القتال، مضيفا أن فقر اليمنيين يؤجج الصراع الدموي المستمر، مشيرا إلى أن الأثرياء لا وجود لهم بجبهات القتال.

وقال أحد مواطني الحديدة العائدين للقتال بها واسمه فؤاد (39 عاما) إن عمله السابق كسائق دراجة نقل نارية -ورغم أنه لا يحصل منه على ما يزيد على 120 دولارا- أفضل له من الـ 1065 دولارا التي يحصل عليها حاليا، مضيفا أنه لا يزال يحن إلى منزله والحي الذي ترعرع به وللأمن الذي كان يشعر به خلال عمله السابق.

المصدر : مواقع إلكترونية