يعاديها منذ الطفولة.. رئيس الفلبين يتحدى الكنيسة الكاثوليكية

الرئيس الفلبيني يعتذر عن استخدامه عبارات "قاسية" في حق الكويت
الرئيس الفلبيني رودريغو دوتيرتي يصف الرب بـ"الغبي" (الجزيرة-أرشيف)

في مقال بمجلة فورين بوليسي كتبت الصحفية إميلي شولتهايس أن الرئيس الفلبيني رودريغو دوتيرتي يحب افتعال الشجارات، وتساءلت إن كان باستطاعته الصمود أمام الكنيسة الكاثوليكية، نظرا لأن خطابه الصريح والمنتهك للحرمات هو السمة المميزة له لكثرة ما يكرره من عبارات مثل "اذهب إلى الجحيم" و"ابن العاهرة" وما إلى ذلك من نعوته المفضلة.

وأشارت الصحفية إلى أنه عندما وصف الرب بصفات لا تليق في خطاب ألقاه الشهر الماضي، اعتبر ذلك العديد من الكاثوليك المتدينين في البلاد تجاوزا كبيرا منه ومغامرة في حقل ألغام، حيث لا تزال الكنيسة الكاثوليكية الرومانية لها نفوذ قوي في السياسة والحياة اليومية.

وأضافت أن حنق دوتيرتي القديم على الكنيسة موثق جيدا وأنه ليس مجرد عداء شخصي بل صراع حول تدخل الكنيسة المتكرر في السياسة الفلبينية.

عداء دوتيرتي المستمر مع الكنيسة قد يكون شخصيا، لكنه أيضا سياسي إلى حد كبير لأن الكنيسة كانت تمارس عادة نفوذا واضحا في السياسة وبين الناخبين

وبدلا من التراجع عن تعليقاته أو إصدار اعتذار زاد الطين بلة بقوله "ما قلته هو أن ربكم ليس ربي لأن ربكم غبي"، وأضاف أن ربه "لديه الكثير من المنطق"، حتى أنه تحدى الكنيسة في خطاب مؤخرا عندما قال للحاضرين إنه سيستقيل كرئيس إذا استطاع أحد إثبات وجود الرب.

جذور العداء
واعتبرت الكاتبة هذه التعليقات لدوتيرتي ليس سوى أحدث وأجهر دفعة من جهوده لتقويض الكنيسة وصداها المستمر الذي يهدد بتدمير شعبيته الكبيرة في بلد 80%من مواطنيه المئة مليون كاثوليك.

وهو ما جعل ريتشارد هيدريان، أكاديمي وكاتب سيرة دوتيرتي، يقول إن "الكثير من الفلبينيين… يرون ذلك تعبيرا كاملا عن تدنيس المقدسات، وقد شهدنا بعض الانخفاض في أعداد المؤيدين له، لا سيما بين ما يسمى بالجماهير".

وأرجعت الكاتبة جذور عداء دوتيرتي للكنيسة قبل رئاسته، بل إلى طفولته، حيث يحكي متحدث له أن "الرئيس قال علنا إنه كان ضحية إساءة جنسية من جانب قس واحد على الأقل بالكنيسة، وهذا هو سبب غضبه وسبب اتهامه العلني للكنيسة بالنفاق وهذا هو السبب في أن الكنيسة في مأزق لكيفية الرد على شتائمه".

وأضافت أن عداء دوتيرتي المستمر مع الكنيسة قد يكون شخصيا، لكنه أيضا سياسي إلى حد كبير، لأن الكنيسة كانت تمارس عادة نفوذا واضحا في السياسة وبين الناخبين، مما ساعد على إبقاء عدم قانونية الطلاق والإجهاض وصياغة العديد من قوانين البلاد المتعلقة بالقضايا والاجتماعية.

ولكن أكثر ما قد يقلق دوتيرتي هو دور الكنيسة المحوري في طرد الزعماء السياسيين مثل نظام الرئيس السابق فرديناند ماركوس.

المصدر : فورين بوليسي