صورة كيم.. من المجنون النووي إلى الزعيم الماهر

كومبو بين زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون ورئيس كوريا الجنوبية مون جيه-إن
رئيس كوريا الجنوبية مون جي إن (يمين) وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون (الأوروبية)
استعرض مقال بصحيفة نيويورك تايمز صورتين متناقضتين لرئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون من "مجنون النووي إلى زعيم ماهر".

وأشار كاتب المقال تشوي سانغ هون إلى صورته القاتمة العام الماضي بأنه كان الزعيم الذي أمر بإعدام عمه واغتيال أخيه غير الشقيق وأنفق ملايين الدولارات على تطوير واختبار قنبلة هيدروجينية وصواريخ بالستية عابرة للقارات بينما يعاني شعبه من نقص شديد في الغذاء. بالإضافة إلى تبادله تهديدات بالفناء النووي مع الرئيس دونالد ترامب ووصفه له بـ "المخرف الأميركي العنيد المختل عقليا".

وصورته الجديدة في الأشهر الأخيرة التي حقق من خلالها واحدة من أكثر التحولات إثارة في الدبلوماسية الحديثة عندما أغرى كوريا الجنوبية والولايات المتحدة لإجراء مفاوضات بالتلميح لإمكانية نزع السلاح النووي من بلاده. وسرعان ما ارتفعت شعبيته في استطلاعات الرأي في كوريا الجنوبية وهو يستعد ليصبح أول زعيم كوري شمالي يلتقي الرئيس الأميركي الحالي.

ورأت الصحيفة أنه مع الانبهار بالمبادرات الدبلوماسية السابقة على قمته التاريخية مع ترامب في سنغافورة في 12 يونيو/حزيران أعاد كيم تعريف نفسه بفعالية، حتى أن بعض الكوريين الجنوبيين الآن يرونه أكثر موثوقية من ترامب رغم التحالف الذي دام عقودا طويلة بين بلدهم والولايات المتحدة.

وأردفت بأنه رغم تغير الصورة فمن غير المحتمل أن يتخلى كيم عن سلاحه النووي في أي وقت قريب، أو يخفف قبضة نظامه القمعي. ومع ذلك فقد أثبت أنه إستراتيجي ماهر، حتى وإن قال البعض إنه مخادع، في توجيه الأحداث في شبه الجزيرة الكورية وإظهار استعداد لمواءمتها.

مع الانبهار بالمبادرات الدبلوماسية السابقة على قمته التاريخية مع ترامب في سنغافورة في 12 يونيو/حزيران أعاد كيم تعريف نفسه بفعالية، حتى أن بعض الكوريين الجنوبيين الآن يرونه أكثر موثوقية من ترامب رغم التحالف الذي دام عقودا طويلة بين بلدهم والولايات المتحدة

وفي هذا يقول كانغ دونغ-وان، خبير ما يعرف بـ"سياسة الصورة" لكوريا الشمالية في جامعة دونغ أي في بوسان بكوريا الجنوبية، "بمجرد أن قرر كيم جونغ أون تحسين العلاقات مع كوريا الجنوبية والولايات المتحدة علم أنه لا يستطيع القيام بذلك مع وجود هذه الصورة المعروفة عنه كطاغية قمعي". وأضاف "هو يشكل صورة جديدة له في الخارج كزعيم لبلد طبيعي".

وقال عنه أيضا تشونغ بيونغ هو، عالم الأنثروبولوجيا بجامعة هانيانغ بكوريا الجنوبية، الذي درس الدور المسرحي في السياسة الكورية الشمالية، "إن السبب الذي يدفع العالم إلى الاهتمام به لا يعود فقط إلى امتلاكه لعدد قليل من الأسلحة النووية، بل بسبب صورته كزعيم يتمتع بسلطة غامضة وسيطرته المطلقة على دولة نظامية شديدة الانضباط والوحدة".

وقالت الصحيفة إنه مهما كانت شخصيته الحقيقة، فقد وجد كيم شريكا متحمسا لتعزيز صورته الجديدة ألا وهو رئيس كوريا الجنوبية مون جي إن، الذي منذ توليه منصبه قبل عام حث ترامب على اختبار فكرة أن كيم كان زعيما حصيفا مستعدا للتخلي عن أسلحته النووية من خلال الحوافز المناسبة، مثل تطبيع العلاقات والضمانات الأمنية من الولايات المتحدة.

وختمت نيويورك تايمز بأن البعض يتوقع أن كيم في اجتماعه مع ترامب من المرجح أن يلتزم بنزع السلاح النووي من بلاده بالكامل من أجل الأساس المنطقي للعقوبات، ولكنه يصر على نزعه على مراحل. ويقول هؤلاء إن كيم ربما يخشى أن أي اتفاق يبرمه مع ترامب قد لا يستمر، نظرا لسياسة واشنطن غير المتوقعة.

المصدر : نيويورك تايمز