جثث تنظيم الدولة بالموصل يجمعها عمال النظافة

عمال النظافة يجمعون رفات مقابر تنظيم الدولة في الموصل ( نيويورك تايمز )
يجمع عمال النظافة في الموصل بجمع بقايا رفات مقاتلي  تنظيم الدولة الإسلامية المتناثرة بمختلف الأنحاء، ويدفنونها عند مكبات نفايات قرب إحدى الضواحي شرقي المدينة بعد التقاط صور لها.

ويوضح 
أيفور بريكيت مراسل صحيفة نيويورك تايمز أن العمال يفتحون كل كيس يحتوي على جثة كي يصور مشرف عمال النظافة الرفات، وذلك لتوثيقها في حال الحاجة، فقد يأتي شخص يبحث عن آخر مفقود.

لكنه يعتبر أنه من غير المحتمل أن يتمكن شخص من التعرف على أحبائه المفقودين من خلال النظر وتفحص تلك الصور الملتقطة بالهاتف النقال، وذلك في ظل تعرض الجثث للتحلل.

ولا يتم إجراء فحص "دي أن أي" قبل دفن بقايا الجثث في حفرة قرب مكب نفايات في إحدى الضواحي شرقي مدينة الموصل حتى يسهل التعرف عليها لاحقا.

‪تردي الأوضاع في العراق اضطر بعض الفقراء بأنحاء البلاد إلى البحث عن ما يسد رمقهم في مكبات النفايات (‬ الفرنسية
‪تردي الأوضاع في العراق اضطر بعض الفقراء بأنحاء البلاد إلى البحث عن ما يسد رمقهم في مكبات النفايات (‬ الفرنسية

جثث المقاتلين
ويقول بريكيت الذي يوثق لمعركة الموصل بشكل ميداني منذ فترة طويلة إن مقابر جماعية جديدة تنشأ في ظل تجميع هذه الجثث المجهولة الهوية لدفنها بشكل جماعي في حفر هنا أو هناك، وإنه يُعتقد أن معظم هذه الجثث تعود لمقاتلي تنظيم الدولة أنفسهم الذين قضوا نحبهم في المراحل الأخيرة من معركة الموصل.

وتسعى البلدية جاهدة لتنظيف المدينة ومواكبة عودة اللاجئين إليها، لكنها تعاني من نقص في الأفراد الخبراء بهذا المجال أو بمجال بقايا القنابل والألغام غير المنفجرة، وإنها لهذا جعلت عمال النظافة يساهمون في جمع بقايا الجثث المتناثرة في الأنحاء، حيث يتم تسليم جثث المدنيين منها إلى المشرحة.

ويقول عمال النظافة إنهم جمعوا حوالي 950 جثة ودفنوها بهذه الطريقة منذ أغسطس/آب الماضي، وسط معاناة البلدية من نقص في الآليات اللازمة للنقل، التي سبق لتنظيم الدولة استخدامها مفخخات في القتال أو في إقامة الحواجز على الطرقات أو في تحصين نفسه في الموصل.

وفي سياق متصل، يروي بريكيت كيف شاهد الأطفال والنساء -ومعظمهن من الأرامل- وهم ينبشون أكوام القمامة لعلهم يجدون ما يسدون بهم رمقهم أو رمق ذويهم، وسط روائح تزكم الأنوف.

ويشير بريكيت إلى منطقة الميدان في مدينة الموصل القديمة التي حوصر فيها مقاتلو تنظيم الدولة حتى لقوا حتفهم في نهاية المطاف، ويقول إن ثمة لافتة باللغة العربية تقول "هنا مقبرة تنظيم الدولة الإسلامية". 

ويقول إنه شاهد في منزل متهدم على ضفة نهر دجلة غرفة تكدست فيها أكثر من 30 جثة، وإنها إما كانت لأناس قتلوا وهم مستلقون، أو أنهم قتلوا في أماكن أخرى وجيء بجثثهم إلى هذا البيت، لكن لا أحد يمكنه التأكد مما حدث لهم.

المصدر : الجزيرة + نيويورك تايمز