ناشيونال أنترست: قريبا ربما نرى سفارة سعودية بالقدس

epa05848054 US President Donald J. Trump (L seated) and Mohammed bin Salman bin Abdulaziz Al Saud (R seated), Deputy Crown Prince and Minister of Defense of the Kingdom of Saudi Arabia, take their seats for a lunch in the State Dining Room of the White House, in Washington, DC, USA, 14 March 2017. EPA/MICHAEL REYNOLDS
ترمب وابن سلمان على غداء عمل بالبيت الأبيض 14 مارس/آذار الماضي (الأوروبية)

كتبت صحف أميركية عما أسمته تحولا زلزاليا يشق طريقه بالشرق الأوسط، وقالت إحداها ربما تكون المنطقة على وشك تطبيع تاريخي للعلاقات بين الدول العربية وإسرائيل، وقالت أخرى ربما لن يمر وقت طويل قبل أن نرى سفارة سعودية بالقدس.

وأوردت وول ستريت جورنال في مقال للكاتب والتر راسل ميد أن الدول العربية وهي تواجه تهديدات من إيران وتركيا، تندفع حاليا للسلام مع إسرائيل وللتحالف معها بعد أن تخنق حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، على حد قول الصحيفة.

والتر راسل ميد:
في هذه الظروف التي تتمتع فيها إسرائيل بعلاقات لا نظير لها بواشنطن، أصبحت إسرائيل أكثر أهمية للعرب من أميركا

وقال الكاتب إنه و"بعد فشل المشروعات الاشتراكية والقومية والإسلامية بالمنطقة العربية بدأت الدول العربية تبحث عن الحماية من إسرائيل والولايات المتحدة لمواجهة إيران الصاعدة وتركيا العثمانية الحديثة الهائجة".

إسرائيل أهم من أميركا
لكن الحماية الأميركية للعرب ليست مضمونة تماما، يقول ميد، وأحد الأمثلة الراهنة على ذلك هو محاولة الرئيس الأميركي دونالد ترمب الآن سحب القوات الأميركية من سوريا، مضيفا أنه وفي هذه الظروف التي تتمتع فيها إسرائيل بعلاقات لا نظير لها مع واشنطن، أصبحت إسرائيل أكثر أهمية للعرب من أميركا.

واستمر ميد يقول إن غالبية القادة العرب يرون حاليا أن ما يطلبه الفلسطينيون هو العقبة أمام قيام تحالف إستراتيجي ضروري بين دولهم وإسرائيل. وأشار إلى أن التردي غير المسبوق للخدمات بقطاع غزة حاليا ورد الفعل العربي الضعيف تجاه قتل إسرائيل 15 فلسطينيا أعزل دليل على أن القادة العرب يريدون القضاء على حماس ولن يوقفوا أمام إسرائيل للقيام بهذه المهمة، حسبما رأي الكاتب.

وأضاف ميد أن الخلاف بين الفلسطينيين وبعض الدول العربية ليس جديدا، لكن "انهيار القومية العربية" و"فشل الإسلام السياسي" أضعفا القوى السياسية التي تحشد الدعم العربي للقضية الفلسطينية، مشيرا إلى أنه ومع ملايين اللاجئين الجدد بسوريا، والتهديدات المتزايدة لاستقلال العرب من الجيران الأقوياء، فإن وضع القضية الفلسطينية كأولوية هو ترف يشعر كثير من العرب أنهم لا يستطيعون تبنيه.

نظام دبلوماسي جديد
ودعا موقع ناشيونال إنترست الأميركي للاستعداد لتطبيع تاريخي للعلاقات بين إسرائيل والعديد من الدول العربية، كاشفا أنه وفي 13 مارس/آذار الماضي تجّمع ممثلون لكثير من الدول العربية مع ممثلين لإسرائيل في البيت الأبيض برئاسة كبير مستشاري الإدارة الأميركية جاريد كوشنير، واصفا ذلك بأنه حدث لم يسبق له مثيل في التاريخ الدبلوماسي للعلاقات بين إسرائيل والعرب.

ولم يعلن عن مثل هذا اللقاء من قبل، كما لم تؤكد أي جهة رسمية أميركية أو عربية ما ورد في الموقع الأميركي من معلومات.

ناشيونال أنترست:
النظام الدبلوماسي القديم بالشرق الأوسط ينهار ويحل محله نظام جديد وبسرعة

وقال ناشيونال إنترست إن ما يدل على التحوّل الزلزالي في المنطقة مستمر في الظهور مثل عبور الطيران الهندي المتجه إلى إسرائيل الأجواء السعودية، وطيران مقاتلات إسرائيلية جنبا إلى جنب مع مقاتلات إماراتية في مناورات عسكرية مشتركة باليونان مؤخرا، ولقاء ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الأخير بنيويورك مع ممثلين لمجموعة كبيرة من التنظيمات اليهودية الأميركية.

وأشار الموقع إلى أن النظام الدبلوماسي القديم بالشرق الأوسط ينهار ويحل محله نظام جديد وبسرعة، وما القرار الأميركي بشأن نقل السفارة إلى القدس إلا تعبير مباشر عن هذا الواقع الجديد بالمنطقة.

وأجمل الموقع بأن القضية الفلسطينية لم تعد الهم الأساسي للعرب، إذ حل محلها التوسع الإيراني، والانتشار النووي والصاروخي، و"التطرف الجذري"، وهذه القضايا الثلاث الأخيرة هي ما تقرّب بين إسرائيل والعرب، واختتم بالقول ربما لن يمر وقت طويل قبل أن نرى سفارة للسعودية في القدس.

المصدر : الصحافة الأميركية