رحلة مهينة لمهجري الغوطة

حافلات التهجير في بلدة عربين في الغوطة الشرقية

تسنيم البوش، ابنة حي الشيفونيا بالغوطة الشرقية، حالها كحال الكثيرين من أهل المدينة الذين جار عليهم الزمن وأخرجوا من ديارهم بغير حق في عملية التهجير الأخيرة التي قامت بها قوات النظام السوري لإخلاء المدينة من أهلها، فهي تصارع مستقبل الحياة المجهولة في محافظة إدلب.

لكن ما حدث لها ولمئات المهجرين أثناء خروجهم كان رحلة مهينة في أنحاء المدينة، وهم يشقون طريقهم على بعد مئات الأميال شمالا إلى الموطن الجديد الذي فرض عليهم قسرا.

وكغيرها من المدنيين والثوار البالغ عددهم 41 ألفا، الذين هجروا خلال الأسابيع القليلة الماضية كجزء من صفقة مع الحكومة السورية لفرض سيطرتها على ضاحية دمشق، أجبرت تسنيم (29 عاما وأم لثلاثة أطفال) على مغادرة الغوطة الشرقية بعد تحملها أسابيع من القصف الحكومي.

رحلة التهجير إلى إدلب أبعد ما تكون عن أنها فترة راحة، حيث تعمدت الحكومة إهانتهم بنقلهم عبر الأحياء التي تحت سيطرتها في استعراض مذل وسخرية مؤيدي النظام

ولكن بعد أسابيع من الحصار كانت رحلة التهجير إلى إدلب أبعد ما تكون عن أنها فترة راحة لتسنيم ومن معها، عندما اكتظت بهم الحافلات، حيث تعمدت الحكومة إهانتهم بنقلهم عبر الأحياء التي تحت سيطرتها في استعراض مذل وسخرية مؤيدي النظام.

ويحكي أحد سكان الغوطة الشرقية -ويدعى مهند عربان- أن "الناس كانوا يشتموننا ويرمون الحجارة على الحافلات". وأضاف أن الرحلة التي لا تستغرق سوى ساعات قليلة إلى مدينة حماة بالقرب من إدلب استغرقت 23 ساعة، وقال "لم نتمكن من أخذ قسط واف من النوم لأن نقاط التفتيش كانت توقف الحافلات وتفتش كل واحدة، وبعض النقاط كانت تضايق الرجال والمقاتلين بالتنديد بالثورة وتمجد الأسد؛ لقد كانت تجربة مهينة".

وبالرغم من مغادرتهم الغوطة الشرقية فلا يزال سكانها السابقون خائفين، لأن الحكومة السورية بدأت تحول انتباهها إلى إدلب حيث يهجرون.

وبالنسبة لتسنيم، فإن الثورة تظل آخر ما يدور في ذهنها وهي تصارع واقع الحياة كلاجئة. وتقول "عندما وصلنا أعطونا بعض الطعام، لكن الحافلات قادتنا إلى الريف، وقد أجبرنا القصف على الرحيل بالنذر القليل من الطعام والمتاع، ونحن الآن نعيش في الجبال كسكان الكهوف".

المصدر : الصحافة البريطانية