إشعال بولتون صراعا بالشرق الأوسط مسألة وقت

Former United Nations Ambassador John Bolton speaks at the Southern Republican Leadership Conference in Oklahoma City on Friday, May 22, 2015. (AP Photo/Alonzo Adams)
جون بولتون تشاع عنه غرائزه العدوانية وولعه بالتدخل العسكري وإشعال الحروب (أسوشيتد برس)
هل إشعال مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون حربا جديدة مسألة وقت؟ وهل من شواهد على تطرفه أو إسهاماته في اشتعال حروب سابقة؟ وهل يشكل انضمامه إلى فريق الصقور في البيت الأبيض تهديدا للسلام العالمي؟

في هذا الإطار، يقول الكاتب بيل لو في مقال تحليلي نشرته مجلة ميدل إيست آي البريطانية إن بولتون -الذي عينه الرئيس الأميركي دونالد ترمب قبل أيام في هذا المنصب- كان قد اعترف شخصيا بأنه يرغب في تغيير بعض الأنظمة في الشرق الأوسط ومناطق أخرى.

ويضيف الكاتب -المحلل المعني بالشرق الأوسط والمتخصص في الشأن الخليجي- أن بولتون يتلهف إلى إشعال صراع جديد في الشرق الأوسط، ويوضح أنه عندما كان الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش يزن خياراته بشأن غزو العراق والإطاحة بنظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، فإن بولتون كان موجودا إلى جانبه بالفعل.

ويشير إلى أن بولتون ساعد بشكل كبير على غزو العراق عندما كان يشغل منصب وكيل وزارة الخارجية لشؤون الحد من التسلح والأمن الدولي في الفترة من 2001 إلى 2005.

دمار شامل
ويقول إن بولتون كان من بين المؤيدين المتحمسين للادعاء بأن صدام كان يمتلك أسلحة دمار شامل، وإنه روّج لهذا المسألة بمهارة، وذلك مع علمه بأنها إن لم تكن أخبارا وهمية، فإنها كانت بعيدة عن الحقيقة.

وتواصل الحرب على العراق ونتائجها الكارثية إرباك المنطقة والعالم، بيد أن بولتون -مثل رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير– لا يبدو نادما أبدا.

ويتحدث الكاتب عن رغبة ترمب في بيع الأسلحة الأميركية إلى السعودية، وكذلك عن صفقات الأسلحة البريطانية وعن الحرب على اليمن في هذا السياق، ويتساءل عن الحرب الجديدة المحتملة.

ويقول إن الإسرائيليين مثل السعوديين يعتبرون إيران أكبر تهديد وجودي لهم، وقد يكون الأميركيون تعبوا من الحروب الخارجية، لكن الآخرين ليسوا كذلك.

ويتساءل: "هل سنرى محورا جديدا يتشكل؟" وهل ستقوم السعودية وإسرائيل بشن حرب على إيران، بينما تقوم أميركا "الترمبية" بتشجيعهما؟

أمر خطير
ويختتم بالقول إنه في ظل تقديم بولتون المشورة إلى ترمب، فإن هذا الأمر الخطير يبدو قاب قوسين أو أدنى من أن يصبح حقيقة قبيحة.

وفي السياق ذاته، تقول صحيفة أوبزيرفر البريطانية إن بولتون يشكل تهديدا للسلام العالمي، وإنه ينضم إلى عصابة من "المحاربين المتكئين على الأرائك"، الذين قلما يكونون سعداء إلا إذا أرسلوا أطفال الناس للموت في الحروب الخارجية.

ويوضح أن بولتون مثل "رفاقه في السلاح" في الحرب على العراق جورج بوش وديك تشيني، ومثل رئيسه الجديد في البيت الأبيض دونالد ترمب، تجنب الخدمة العسكرية في فيتنام عندما كان شابا.

وتضيف أنه بات شائعا عن بولتون ولعه على مر السنين في الدفاع المتهور عن فكرة التدخل العسكري، وسط ما يعتبره مصلحة أميركا.

وتقول إن السيناريو المحتمل بشأن الأزمة في شبه الجزيرة الكورية قد يتمثل في أن يتقدم الأميركيون بمطالب يعرفون أن الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أون لن يقبلها، وذلك مثل المطالبة بوقف برنامجه النووي ونزع سلاح بلاده.

وتضيف أن بولتون سيقول "أترون، لقد حاولنا"، و"لذلك فإن البديل هو القصف"، بيد أن الصحيفة تقول إن الهدف الكبير التالي لبولتون بغرائزه العدوانية قد يكون إيران وليست كوريا الشمالية، وذلك وسط الخشية من تفاقم الأمور واتساع نطاق الصراع السوري إلى حرب إقليمية لا يمكن احتواؤها.

وأشارت الصحيفة إلى اشتباك القوات الجوية الإسرائيلية الأخيرة مع الحرس الثوري الإيراني في سوريا.

المصدر : الجزيرة + الصحافة البريطانية