ترمب.. الرئيس غير الأميركي

epa05736581 President Donald J. Trump salutes from the reviewing stand during the Inaugural Parade after he was sworn in as the 45th President of the United States in Washington, DC, USA, 20 January 2017. Trump won the 08 November 2016 election to become the next US President. EPA/JUSTIN LANE
الرئيس الأميركي دونالد ترمب أثناء مراسم تنصيبه يوم 20 يناير/كانون الثاني 2017 (الأوروبية)
لماذا يقول البعض إن دونالد ترمب يعتبر رئيسا كذوبا؟ وما أثر كذبه على علاقات الولايات المتحدة مع العالم وموقعها فيه؟ وهل يمكن القول إنه ليس رئيسا أميركيا؟

فقد قالت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية في مقال للكاتب تشارلز بلو إن ترمب كان يتباهى بأنه كان يكذب على الآخرين، ومثالهم هو رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو عندما التقيا على عشاء خاص.

ويضيف الكاتب أنه عندما يتبين أن ترمب يكذب فإن من عادته أن يعيد الكذبة بصوت أعلى وأقوى وأكثر حدة.

ويشير إلى أن بعض القصص تجعل من ترمب يبدو صغيرا وجاهلا ومجردا من المبادئ أو عديما للضمير. فكذب المرء على الأصدقاء ثم التفاخر خلف ظهورهم بأنه قد كذب عليهم يعتبر أسرع طريقة لتسميم الصداقة.

ترمب التقى رئيس الوزراء الكندي ترودو بواشنطن يوم 11 أكتوبر/تشرين الأول 2017 (رويترز)
ترمب التقى رئيس الوزراء الكندي ترودو بواشنطن يوم 11 أكتوبر/تشرين الأول 2017 (رويترز)

ضرر ومبادئ
ويقول الكاتب إن علاقات الولايات المتحدة مع حلفائها بأنحاء العالم تعتمد على درجة معينة من الثقة والاحترام المتبادلين، لكن كيف سيفكرون عندما يشاهدون ترمب يهدم هذه المبادئ الدبلوماسية؟

ويتساءل: كيف يتم التفاوض على الاتفاقيات الدولية عندما يثبت أن طرفا ما يعتبر كذوبا بشكل كبير؟ ويضيف أنه ليس هناك من فكرة عن مدى الضرر الذي يلحق بسمعة أميركا أو "بالعلامة التجارية" لها في عهد ترمب.

ويشير استطلاع للرأي أجراه مركز بيو للأبحاث منتصف 2017 إلى أن لرئاسة ترمب تأثيرا كبيرا على كيفية رؤية العالم للولايات المتحدة، وذلك رغم أنه لم يمض إلا سنة وشهرين في سدة الحكم.

ويضيف الكاتب أن ترمب والعديد من سياساته الرئيسية لا يحظيان بشعبية على نطاق واسع بأنحاء العالم، وأن الاستطلاع الذي شمل 37 دولة أظهر أن ما معدله 22% من المستطلعة آراؤهم فقط يثقون بأن ترمب يفعل الشيء الصواب عندما يتعلق الأمر بالشؤون الدولية، بيد أن هذا المعدل كان يشكل 64% بالنسبة للرئيس الأميركي السابق باراك أوباما.

دور عالمي
ويشير الكاتب إلى الضرر الذي يلحقه ترمب بفكرة الحقيقة، ويقول إن العالم وأطفال العالم يراقبون، فكيف سينظرون إلى غياب الولايات المتحدة عن القيادة العالمية في ظل استخدام ترمب الكذب تكتيكا.

ويضيف أن ترمب بدلا من الحفاظ على نبل الرئاسة فهو يحبطها، وأنه بدلا من تلميع صورة الولايات المتحدة فهو يشوهها.

ويختتم بالقول إنها لحقيقة مروعة أن أقوى رجل في أميركا قد يمثل أيضا أسوأ ما فيها، وإنه قد يمكن القول بطريقة ما إن ترمب هو الرئيس غير الأميركي.

يشار إلى أن دراسة اجتماعية نشرتها صحيفة ذي إندبندنت البريطانية كشفت عن أكاذيب ترمب المتكررة، وأن كذبه يعتبر أكثر خبثا من أكاذيب الناس العاديين، وأن بعضها يصعب تصنيفه لأنه يخدم أغراضا متعددة في اللحظة نفسها.

المصدر : الجزيرة + نيويورك تايمز