فورين بوليسي: اكتشاف الطاقة بشرق المتوسط سلاح ذو حدين

An Israeli gas platform, controlled by a U.S.-Israeli energy group, is seen in the Mediterranean sea, some 15 miles (24 km) west of Israel's port city of Ashdod, in this file picture taken February 25, 2013. Prime Minister Benjamin Netanyahu has won more time to overcome a political hurdle after parliament postponed a vote on authorising the government to secure a deal on developing Israel's natural gas fields. Picture taken February 25, 2013. REUTERS/Amir Cohen/Files
منصة إسرائيلية للتنقيب عن الغاز بالبحر المتوسط في فبراير/شباط 2013 على بعد 24 كلم غرب الشاطئ (رويترز)

قالت مجلة فورين بوليسي إن اكتشافات الطاقة بسواحل البحر الأبيض المتوسط الشرقية سلاح ذو حدين، إذ يمكنها تعزيز التعاون بين دول المنطقة التي تتمتع أصلا بعلاقات جيدة فيما بينها، كما يمكنها مفاقمة الخصومات الموجودة.

وأشارت المجلة إلى أن سلسلة الصفقات والاكتشافات الجديدة مؤخرا أثارت روحا من التفاؤل بأن هذه الثروة ستكون سببا في تخفيف توترات المنطقة، مثل الصفقات التي أبرمتها إسرائيل لتصدير الغاز إلى كل من مصر والأردن.

لكن المجلة ذكرت أن اتفاقيات التعاون بين إسرائيل وكل من مصر والأردن من زاوية أخرى ليست سببا للتفاؤل، لأنها تتم بين دول علاقاتها جيدة أصلا، فعلى صعيد آخر أثارت خطط الاستكشاف الجديدة في لبنان وإسرائيل توترا شديدا بين البلدين، وبدأ حزب الله يستخدم "خلاف الطاقة" لتصعيد خطابه ضد إسرائيل.

تركيا وقبرص اليونانية
كما أن سفينة حربية تركية اعترضت الشهر الجاري سفينة استكشاف قبرصية تعمل بالقرب من المياه القبرصية، وهو ما يهدد بتصعيد التوتر بين جزئي قبرص التركي واليوناني.

كذلك فإن الآمال المتعلقة بأن تنهي خطوط أنابيب الغاز الطبيعي بين تركيا وإسرائيل والمشروعات الأخرى توتر العلاقات بين البلدين، قد تبددت.

وقالت الباحثة في مركز الآفاق الإستراتيجية للشرق الأوسط -ومقره بيروت– منى سكرية إن هذه الموارد ليست وسيلة للسلام، وتظل مصدرا للكسب الجيوسياسي، وفي الوقت نفسه فإنها بطبيعتها -حتى الآن على الأقل- تفرض على هذه الدول التعاون فيما بينها.

لبنان وإسرائيل
وأضافت سكرية أن الخلاف الحالي بين لبنان وإسرائيل لا يزال على مستوى الكلام، لكن من الممكن أن تتصاعد التوترات وفقا لعادة المنطقة، وهو ما يبرز الحاجة الماسة للتوسط بين الطرفين.

وقال خبير الطاقة في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية الإسرائيلي نيكوس تسافوس إن السياسة تقود الطاقة وليس العكس.

وكان التوسط بين إسرائيل ولبنان لنزع فتيل التوتر بينهما حول التنقيب عن الغاز على رأس أجندة زيارة وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون الأخيرة إلى لبنان، كما كانت بالنسبة للمسؤولين الأميركيين منذ 2012؛ لكن دون نجاح.

وترغب إسرائيل بشدة في وساطة بينها وبين لبنان، لكن الأخيرة -وخاصة حزب الله- ليست في مزاج للوساطة الأميركية لأنها تعتبر أن واشنطن ليست وسيطا أمينا نظرا لانحيازها الشديد لإسرائيل، خاصة بعد قرار ترمب نقل السفارة الأميركية في إسرائيل إلى القدس.

المصدر : فورين بوليسي