روبوتات لخدمة الأطفال المصابين بالسرطان

طفل مصاب بسرطان الدم، خلال جلسة العلاج الكيميائي في مستشفى الأطفال في ميونيخ، ألمانيا. وهناك تقنية علاجية جديدة، بات اعتمادها وشيكا في الولايات المتحدة وأوروبا، قد تعطي أملا جديدا لعلاج أنواع خطيرة من السرطان مثل “ابيضاض الدم” اللوكيميا أو سرطان الدم، وكذلك بعض أنواع سرطان الغدد الليمفاوية. صور: Matthias Balk/dpa
الروبوتات تتيح لهؤلاء الأطفال البقاء على اتصال مع من حولهم ومواصلة دراستهم (الألمانية)

في ليون بفرنسا، يمكن للأطفال الذين يدخلون المستشفى في غرف عزل معقمة الاستفادة من الروبوتات للبقاء على اتصال مع من حولهم ومواصلة دراستهم، حسب صحيفة "لوفيغارو".

فها هي مثلا كاميلا (12 عاما) المولعة بركوب الخيل، تحقق رغبتها رغم وجودها هذا العام وحيدة في غرفة معقمة بمعهد أمراض الدم وأورام الأطفال في مدينة ليون، وذلك عبر روبوت جعلها تحس كما لو كانت ضمن صديقاتها، إذ تقول "كنت قادرة على حضور عرض القفز والذهاب للتسوق معهن.. شعرت حقا كأنني كنت هناك.. كان ذلك رائعا".

وبسبب مرضها وعلاجها، فإن الجهاز المناعي لكاميلا ضعيف ولا يمكنه حمايتها من الجراثيم، لهذا السبب يجب أن تبقى وحدها في غرفة معقمة طيلة ما يتطلبه العلاج.

في هذه الأقسام المخصصة لمعالجة أورام الأطفال، يتناوب الأبوان على غرفة طفلهما كل يوم، مما يساعد هؤلاء الأطفال على كسر الوحدة، لكنه لا يخرجهم من عزلتهم ولا يبدد شعورهم بالحبس.

لهذا فإن معهد أمراض الدم وأورام الأطفال في ليون وفّر عشرين روبوتا منذ العام 2016 لأطفال حبسهم وضعهم الصحي عن مشاركة رفاقهم أفراحهم، وكانت كاميلا أحد أول المستفيدين من هذا البرنامج، وتقول "مع الروبوت، أنا مستقلة وأستطيع المشي في مطبخي أو غرفة المعيشة أثناء الإقامة في غرفة المستشفى".

كما يسمح هذا الروبوت للأطفال بالحفاظ على صلة مع البيئة المدرسية، فها هو كومو (17 عاما) يتابع عبر روبوته ولمدة ستة أشهر المواد الرئيسية الثلاث في مدرسة الهندسة التي كان مسجلا فيها، ويتمكن بفضل الروبوت من مواكبة الدروس بشكل ملائم.

كما استخدم القائمون على هذا البرنامج روبوتات لجعل بعض الأطفال المرضى يعيشون الألعاب الأولمبية، إذ عبر بعضهم افتراضيا المحيط الأطلسي للمشاركة في ألعاب ريو الأولمبية 2016.

ويأمل المعهد أن ينتشر هذا المشروع الفريد من نوعه في فرنسا، خصوصا بعد صدور نتائج دراسة تقييمية يخضع لها حاليا الأطفال الذين يستخدمون هذه الروبوتات لمعرفة تأثيرها عليهم وعلى عائلاتهم وعلى الممرضين المتابعين لحالتهم.

المصدر : لوفيغارو