لوموند: خمس مسلّمات خاطئة عن الحرب العالمية الأولى

Turkish President Recep Tayyip Erdogan in Paris- - PARIS, FRANCE - NOVEMBER 11: (----EDITORIAL USE ONLY – MANDATORY CREDIT -
زعماء العالم وقفوا في أجواء ماطرة بباريس أثناء إحياء ذكرى مرور مئة عام على الحرب العالمية الأولى (الأناضول)

بمناسبة الذكرى المئوية للحرب العالمية الأولى، نشرت صحيفة لوموند الفرنسية مقالا للكاتب أنطوان فلاندرين يحاول فيه دحض خمس مسلّمات كان يُعتقد أنها حقائق ثابتة ومستقرة عن هذه الحرب.

الأولى:
تقول إن الحرب العالمية الأولى انتهت يوم 11 نوفمبر/تشرين الثاني 1918، ولكن، فلاندرين ينبه إلى أن العنف العسكري والمدني تواصل حتى منتصف العشرينيات.

ويقول الكاتب إن القوات الألمانية بقيادة بول فان في أفريقيا لم تستسلم إلا في 23 نوفمبر/تشرين الثاني، كما بقيت وحدات من الجيش الفرنسي ناشطة في روسيا حتى 1919 حسب برينو كابلان أستاذ تاريخ الحروب بجامعة أوهايو بالولايات المتحدة.

ويضيف أن صراعات أخرى عديدة نشبت بين 1917-1923، إذ كان هناك ما لا يقل عن 27 نزاعا في أوروبا، كما اندلعت حروب بين الدول كالحرب السوفياتية البولندية (1919-1921)، والحرب اليونانية التركية (1919-1922) ناهيك عن الثورات الاجتماعية في الهند ومصر والصين.

الثانية:
تذكر أن 18 مليونا هم عدد ضحايا هذه الحرب، وبالفعل تتحدث بذلك كتب التاريخ والمسؤولون الرسميون، وهو العدد نفسه الذي نشرته موسوعة ويكيبيديا الحرة قبل أن تصححه مؤخرا وتعلن أنه يزيد قليلا على 9.9 ملايين.

وهذا العدد الأخير –حسب الكاتب- يقارب العشرة الملايين التي وردت في دراسة نشرت في مجلة "التاريخ الكامل لكامبريدج" للمؤرخ الفرنسي أنطوان بروست.

‪نصب لبعض ضحايا الحرب العالمية الأولى‬ (غيتي)
‪نصب لبعض ضحايا الحرب العالمية الأولى‬ (غيتي)

الثالثة:
تُضخم ثالث المسلّمات الدور العسكري الأميركي، متبعة في ذلك زعم الجنرال الأميركي جون بيرشينغ في مذكراته، وذلك عندما يقول إن القوات الأميركية التي كان يقودها أصبحت قوات نخبة، وإنها أعطت للحلفاء قوة سمحت لهم بالانتصار في الحرب.

ويشير الكاتب إلى أن القوات الأميركية حين أعلنت أميركا الحرب على ألمانيا عام 1917 كانت سيئة التجهيز والتدريب وقليلة العدد، كما أوضح برونو كابانيس أستاذ تاريخ الحرب الحديثة في جامعة ولاية أوهايو، إلا أنه مع ذلك أكد الدور الفعال الذي لعبته هذه القوات فيما بعد.

الرابعة:
رابع المسلّمات تقول إن الثورة هي التي منعت الجيش الألماني من الانتصار في الحرب، وينفى الكاتب صحة هذه المعلومة ويشير إلى مقتل ما يقرب من مليون جندي ألماني، مما أفقد هذا الجيش القدرة على مواصلة الحرب.

ويقول إن ما سماه أسطورة الجيش الألماني الذي لا يهزم "سبق أن روجت لها -ضمن حركات أخرى- حركة اليمين الراديكالي الألماني من أجل تحقيق أهداف سياسية معينة".

الخامسة
أما خامسة المسلّمات فهي أن معاهدة فرساي محكوم عليها بالفشل منذ ولادتها، وذلك لأنها أحدثت خيبة أمل كبيرة لدى الجميع، فقد كانت جد مجحفة بالنسبة للألمان، وغير كافية بالنسبة للفرنسيين، وبالتالي انتشرت الفكرة الخاطئة بأنها وراء صعود النازية واندلاع الحرب العالمية الثانية.

ويقول كاتب المقال إن الظروف التي خلفتها الحرب كانت متأزمة بشكل عام، غير أن هذه المعاهدة خلقت أملا جديدا للاستقرار، إذ أصبح من الممكن تفادي الحروب إما عن طريق عصبة الأمم التي أنشئت عام 1920، كما حدث في الأزمة بين اليونان وإيطاليا، وإما عن طريق المفاوضات بين الدول.

ويرد الكاتب أسباب الحرب العالمية الثانية إلى تداعيات أزمة 1929 التي أشعلت التوترات في أوروبا، مما سمح لهتلر بانتهاز الفرصة لإذكاء جذوة غضب الألمان بعد الإعلان عن معاهدة فرساي.

المصدر : الجزيرة + لوموند