مسؤول أميركي سابق: السعودية أسوأ عدو لنفسها

Crown Prince of Saudi Arabia Mohammad bin Salman arrives to meet Britain's Prime Minister Theresa May in Downing Street in London, March 7, 2018. REUTERS/Simon Dawson
ولي العهد السعودي محمد بن سلمان (رويترز)

قال مسؤول سابق في وزارة الدفاع الأميركية في مقال له بعنوان "السعودية أسوأ عدو لنفسها" إن السعودية تواجه ثلاثة تحديات تهدد وجودها، وإن إدارة أي من تلك التحديات أمر يصعب على معظم القادة.

وأضاف أن التصدي للتحديات الثلاثة جملة واحدة يمثل اختبارا حتى لرجال الدولة المتمرسين أصحاب العقود من الخبرة.

وقال إنه يتوجب على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أن "يتعامل مع تلك التحديات وهو بعد في أوائل الثلاثينيات من العمر وفي بواكير حقبة حكمه".

وأول تحد أو تهديد -بحسب وليام ويشسلر نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي السابق في مقال بمجلة ناشونال إنترست الأميركية- ذلك الذي يتسم بطابع داخلي ويكمن في حالة عدم اليقين الناجم عن عدم اكتمال انتقال السلطة إلى الجيل الجديد.

ويرى الكاتب أن هذا الانتقال محفوف بالمخاطر، ذلك أن الملك سلمان سيكون آخر أبناء الملك عبد العزيز -مؤسس المملكة- يحكم البلاد، فالتاريخ يحدثنا أن الملكيات الوراثية التي فشلت في البقاء لما بعد ثلاثة أجيال من حكامها أكثر بكثير من تلك التي صمدت أطول من ذلك.

undefined

هشاشة وتهديد
والتحدي الثاني المهدد لوجود النظام السعودي يتمثل في الحاجة الملحة لإجراء إصلاحات ثورية داخلية، وليتسنى للسعودية الصمود بشكلها المعروف حاليا طوال فترة حكم الملك القادم فإنه ينبغي أن تطال الإصلاحات كل القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والدينية.

وعلى الرغم مما تحقق من تقدم في المملكة في جوانب مهمة فإن الخلل في الأداء الاقتصادي، والفساد المستشري، وضعف النظام التعليمي، والركود الثقافي، والتطرف الديني، والخلافات القبلية، والزيادة في تعداد السكان يعني أن المجتمع السعودي سيظل يعاني من هشاشة متجذرة فيه لعقود مقبلة.

أما التحدي الثالث للمملكة -حسب الكاتب- فهو تهديد خارجي يتمثل في إيران، فهي -برأيه- "ظلت تمد نفوذها بلا هوادة في المنطقة، مما أحدث اختلالا في توازن القوة الدقيق، الأمر الذي يهدد السعودية".

إن الضرورات الإستراتيجية العاجلة للسعودية واضحة لكنها معقدة كما يرى ويشسلر، فالمملكة لن تتمكن من تحقيق النجاح من تلقاء نفسها، كما أنها لن تستطيع إصلاح اقتصادها بدون دعم المستثمرين الدوليين، كما ليس بمقدورها الدفاع عن نفسها في مواجهة إيران دون وقوف الولايات المتحدة إلى جانبها.

ويقول "لعل من سوء الطالع أن كثيرا من تصرفات السعودية الأخيرة ارتدت عليها، مما قوض قدرتها على التعامل مع التحديات الخطيرة التي تواجهها".

undefined

جريمة وكذب
ومع أن الرياض أحست بخطر حقيقي من الحرب الأهلية في اليمن إلا أنها صعدت وتيرة الحرب الجوية لأبعد من قدراتها العسكرية.

وتطرق الكاتب إلى حصار السعودية لجارتها قطر، مشيرا إلى أن الأخيرة استطاعت أن تقدم نفسها على أنها ضحية لاتهامات ظالمة من حيث أريد حصارها.

وقال إن العائلة المالكة تسعى جاهدة لحماية ولي عهدها من تداعيات القرارات غير الحكيمة، وإن المستفيد الوحيد من تصرفاته هي إيران التي تتلذذ بالفوضى التي تضرب السعودية.

ثم إن علاقة السعودية مع الولايات المتحدة ربما تكون قد بلغت الحضيض، وإن مصداقية حكومتها تلقت ضربة هائلة، ليس أقلها من المسؤولين الأميركيين الذين يعتقدون أن الرياض كذبت عليهم إزاء جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي.

المصدر : الجزيرة + ناشونال إنترست