ناشيونال إنترست: قرار أميركي لحرب أجنبية أخرى بسوريا

People and a civil defence personnel carry children at a damaged site after an air strike on rebel-held Idlib city, Syria March 19, 2017. REUTERS/Ammar Abdullah TPX IMAGES OF THE DAY
الأطفال من بين أبرز ضحايا الحرب المستعرة في سوريا (رويترز)
قالت مجلة ناشيونال إنترست إن بقاء القوات الأميركية في سوريا لا يمكن تعليله بأنه للدفاع عن مصالح أميركية مهددة، بل إن إدارة ترمب اتخذت في الواقع قرارا بأن تزج الولايات المتحدة في حرب أجنبية أخرى.
وأضافت المجلة عبر مقال تحليلي للكاتب بول بيلار أن الأهداف التي صرح بها وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون قبل أيام بشأن إستراتيجية بلاده في سوريا تمثل خروجا عن المهام الأصلية للهذه القوات.

وأوضحت

أن إدارة الرئيس دونالد ترمب تجعل القوات الأميركية تشارك إلى أجل غير مسمى في حرب أهلية للآخرين، وذلك لأسباب مختلفة تماما عن الهدف الأصلي المعلن المتمثل في القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية.

وقال الكاتب إنه في حين لا تشكل العديد من الجماعات الإرهابية أهدافا عسكرية، فإن الوجود الإقليمي الذي أنشأه تنظيم الدولة في العراق وسوريا وفرّ فرصة لاستخدام القوات الأميركية في مواجهته، وذلك في أعقاب إنشائه دولة صغيرة في المنطقة، لكن هذه الدولة قد انتهت الآن.

‪مقاتلون من وحدات حماية الشعب الكردية يرافقون قافلة عسكرية أميركية ببلدة الدرباسية بسوريا آخر أبريل/نيسان 2017‬ (رويترز)
‪مقاتلون من وحدات حماية الشعب الكردية يرافقون قافلة عسكرية أميركية ببلدة الدرباسية بسوريا آخر أبريل/نيسان 2017‬ (رويترز)

أهداف عسكرية
وأضاف الكاتب أن تيلرسون صرح بأنه قد تمت استعادة ما يقرب من 98% من الأراضي التي كان يسيطر عليها تنظيم الدولة في العراق وسوريا، وأن تنظيم الدولة لم يتمكن من استعادة موطئ قدم منها من جديد.


ويمكن لتنظيم الدولة أن يتسبب في مشاكل جديدة في المنطقة بوصفه مجموعة إرهابية تقليدية، وكونه يشكل إلهاما للعنف الجهادي، لكنه لم يعد يشكل هدفا عسكريا بعد الهزيمة الساحقة التي مُني بها.

وقال الكاتب إن الرد الأميركي المناسب لهذه الهزيمة التي لحقت بتنظيم الدولة هو إعلان النصر وعودة القوات الأميركية إلى الوطن، وذلك لأنها أكلمت المهمة المفترضة لها في سوريا.

وحاول تيلرسون التذرع بضرورة بقاء القوات الأميركية في سوريا، والتأكيد على ما تسبب به الانسحاب الأميركي المبكر من العراق من تداعيات، لكنه لم يذكر أن تنظيم الدولة لم يكن موجودا قبل الغزو الأميركي للعراق، وأن التنظيم ظهر نتيجة مباشرة لهذا الغزو ولما أعقبه من حرب داخلية.

ذريعة تيلرسون
كما أن تيلرسون لم يفسر كيف يمكن لقوات أميركية متواضعة العدد في سوريا أن تفعل ما عجز عن فعله 160 ألف جندي أميركي سبق أن تواجدوا في العراق بهذا السياق.

ثم إن الإستراتيجية الأميركية التي وصفها تيلرسون لا تتضمن استمرار الوجود العسكري الأميركي في سوريا فحسب، بل تشمل أيضا بناء مليشيا صديقة، الأمر الذي يعني استمرار الحرب.

وأضاف أن الحملة العسكرية الأميركية في سوريا الآن تهدف إلى استمرار حالة عدم الاستقرار والمواجهة، وأنه في كل مرة تذكر إدارة ترمب الشرق الأوسط، فإنها تؤكد "البعبع الإيراني"، وتشير إلى الحليف الإسرائيلي.

إذ إن تيلرسون أكد أن إيران تسعى إلى الهيمنة على الشرق الأوسط، وإلى تدمير حليف الولايات المتحدة في المنطقة ممثلا في إسرائيل، لكنه لم يذكر أي شيء يمكن للولايات المتحدة الحصول عليه من وراء قيامها بما ترغب فيه إسرائيل في سوريا.

بل إنه لم يذكر أن لدى إسرائيل أقوى الجيوش في الشرق الأوسط، وأن أي أفكار بأن إيران تسعى إلى تدمير إسرائيل انطلاقا من سوريا أو أي مكان آخر، إنما هو شيء ينحصر بين الحماقة والخيال.

يشار إلى أن تيلرسون ألقى بهذه التصريحات أثناء كلمة له في معهد هوفر بجامعة ستانفورد بالولايات المتحدة الأربعاء الماضي، وذلك بشأن إستراتيجية بلاده في سوريا، واصفا النفوذ الإيراني بالخبيث.

المصدر : الجزيرة + الصحافة الأميركية