غارديان: قتل واضطهاد الروهينغا جريمة ضد الإنسانية

Rohingya refugees wash mud from their clothes while crossing a canal in Teknaf, Bangladesh September 1, 2017. Picture taken September 1, 2017. REUTERS/Mohammad Ponir Hossain
مسلمو الروهينغا يفرون من المذابح في ميانمار إلى مصير مجهول (رويترز)

انتقدت افتتاحيات بعض كبريات الصحف البريطانية الصادرة اليوم ما يحدث لمسلمي الروهينغا من إبادة بأيدي جيش ميانمار (بورما) وصمت العالم على المذابح والأزمة المتفاقمة.

فقد اعتبرت افتتاحية غارديان القتل والانتهاكات ضد المدنيين من مسلمي الروهينغا جريمة ضد الإنسانية، وانتقدت صمت مستشارة الدولة أونغ سان سو تشي، ووصفت صمتها الطويل على محنة الروهينغا بأنه مخزٍ.

وقالت الصحيفة إن هروب عشرات الآلاف من الفظائع التي ترتكب في ولاية أراكان (راخين) على مسمع ومرأى من سو تشي الحائزة على جائزة نوبل للسلام رمز القداسة الأخلاقية يشكك بمصداقيتها.

وأشارت إلى أن أقلية الروهينغا المسلمة محرومة من حق المواطنة من قبل حكومة تدعي -بخلاف الأدلة المتوفرة- أنهم مهاجرون غير شرعيين من بنغلاديش، وبعد عقود من التمييز ازدادت الأمور سوءا.

أقلية الروهينغا المسلمة محرومة من حق المواطنة من قبل حكومة تدعي، بخلاف الأدلة المتوفرة، أنهم مهاجرون غير شرعيين من بنغلاديش، وبعد عقود من التمييز ازدادت الأمور سوءا

فمنذ عام 2012 لم يعانِ الروهينغا من التمزق والحرمان من الحقوق والخدمات الأساسية فحسب حيث يعيش العديد منهم بمعسكرات اعتقال، ولكن عانوا من ثلاث موجات رئيسية من العنف ارتكبتها القوات الحكومية والقوميون البورميون البوذيون، بينما زعيمة ميانمار بحكم الواقع غضت الطرف عن كل هذا.

وبالرغم من مناشدة الناس لها بالمجاهرة بما يحدث وعمل شيء، كانت كلماتها وأفعالها حتى الآن سيئة بقدر تحفظها. بل وقد لامت في رسالة لها على فيسبوك "الإرهابيين" على "هذا الجبل الضخم من التضليل" حول العنف الحالي.

وعلقت الصحيفة بأن السؤال المطروح هو ما إذا كانت تشارك في التحامل الواسع النطاق على الروهينغا، لأنها لم تعترض على ما يحدث. وأضافت أن قوى الإسلاموفوبيا الشعبوية التي تزدهر في أماكن أخرى ربما كانت هي المشجع على مثل هذه اللامبالاة.

ففي يوم الأربعاء، بعد وقت قصير من اجتماعها برئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، وهو ليس بغريب عن التغاضي عن استغلال الإسلاموفوبيا الشرسة، قال مودي إن بلاده تشاطر مخاوف ميانمار بشأن "العنف المتطرف" في ولاية راكان.

وأكدت الصحيفة ضرورة إيجاد وسائل للضغط على الجيش، ورأت أن تعليق بريطانيا تدريب جيش ميانمار قد يكون بداية جيدة لذلك، وأضافت أن سو تشي عليها واجب أخلاقي لحماية الروهينغا، لكنها ليست سوى جزء صغير من المشكلة ومن حل لا يزال بعيدا جدا.

‪إحدى الحملات التي أطلقها ناشطون على مواقع التواصل للمطالبة بسحب جائزة نوبل من الزعيمة الميانمارية‬ إحدى الحملات التي أطلقها ناشطون على مواقع التواصل للمطالبة بسحب جائزة نوبل من الزعيمة الميانمارية (ناشطون)
‪إحدى الحملات التي أطلقها ناشطون على مواقع التواصل للمطالبة بسحب جائزة نوبل من الزعيمة الميانمارية‬ إحدى الحملات التي أطلقها ناشطون على مواقع التواصل للمطالبة بسحب جائزة نوبل من الزعيمة الميانمارية (ناشطون)

وفي السياق بنفس الصحيفة، دعا كبير أساقفة جنوب أفريقيا السابق ديزموند توتو الحائز على جائزة نوبل للسلام سو تشي إلى إنهاء العنف ضد مسلمي الروهينغا في بلادها، في رسالة قلبية.

وقال توتو (85 عاما) إن "الرعب المنتشر والتطهير العرقي" في منطقة راكان قد دفعه للمجاهرة بإدانة المرأة التي كان يحترمها ويعتبرها "أختا عزيزة" ومطالبتها بالتدخل قائلا لها في رسالة عبر وسائل التواصل "أنا الآن بلغت من الكبر عتيا وأصبحت عاجزا بسبب الشيخوخة ومتقاعدا رسميا، لكنني قطعت نذري بأن أبقى صامتا على الشؤون العامة بسبب الحزن العميق الذي أشعر به".

وبعد تذكيرها بمواقفها النبيلة من حقوق الإنسان في بلادها، قال لها "من غير اللائق لرمز الإنصاف أن يقود مثل هذا البلد، وإذا كان ثمن صعودك السياسي لأعلى المناصب في ميانمار هو صمتك، فإن هذا الثمن بالتأكيد باهظ جدا".

ومن جانب آخر، علقت افتتاحية تايمز أيضا بأن العنف الذي يتعرض له مسلمو الروهينغا تؤججه قسوة سو تشي ويشكك في مرجعيتها الأخلاقية.

وأشارت الصحيفة إلى أنه نادرا ما نسمع عن تهاوي سمعة شخص بهذه السرعة كما هو الحال مع سو تشي بعد ما يقرب من ثلاثين سنة كرمز للشجاعة الأخلاقية ضد المجلس العسكري في بورما، ولكنها بعد أن أصبحت الزعيمة الفعلية للبلاد العام الماضي بعد التحول الديمقراطي أصبحت الآن شيئا أسوأ بكثير من ورقة التين التي تداري سوأة القمع، وصارت شريكا نشطا في الوحشية والتعصب.

وانتقدت تايمز دفاع سو تشي عن حرق الجيش للقرى وقتل وطرد المدنيين بأنه يجعلها شريكة في القمع وكراهية الأجانب. وقالت إن مرجعيتها الأخلاقية المحطمة لا يمكن استرجاعها، ومع ذلك فإن عليها التزاما بوقف العنف والسماح لوكالات الإغاثة الدولية بالوصول إلى اللاجئين، كما يجب على بريطانيا وحلفائها الضغط عليها بشدة وإدانة عنادها.

المصدر : الصحافة البريطانية