حظر السفر لأميركا لا يزال يستهدف المسلمين

U.S. President Donald Trump signs an executive order to impose tighter vetting of travelers entering the United States, at the Pentagon in Washington, U.S., January 27, 2017. The executive order signed by Trump imposes a four-month travel ban on refugees entering the United States and a 90-day hold on travelers from Syria, Iran and five other Muslim-majority countries. Picture taken January 27, 2017. REUTERS/Carlos Barria
ترمب يوقع على أمر حظر السفر الأول في يناير/كانون الثاني الماضي (رويترز)

انتقدت صحف أميركية قرار الإدارة الأميركية الحظر الجديد على السفر، ووصفته بأنه لا يحمي أميركا ولا مبرر له ولا يزال محافظا على جوهره الهادف لحظر المسلمين فقط رغم التعديلات الشكلية التي تضمنها.

وأوردت هذه الصحف أهم ما احتواه قرار الحظر الذي أصدره الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمس الأول، وهو إبقاء الحظر على مواطني كل من إيران وليبيا وسوريا واليمن والصومال، ورفع اسم السودان من القائمة الجديدة، مع إضافة كوريا الشمالية وفنزويلا وتشاد.

ووصفت واشنطن بوست الحظر الجديد بأنه عبارة عن لِقاطٍ  لمعايير مختلفة لدول مختلفة، قائلة إن شمول الحظر الجديد كوريا الشمالية وفنزويلا لن ينفي عنه صفة أنه يستهدف المسلمين فقط وأنه يحافظ على التعهد الذي أعلنه ترمب خلال حملته الانتخابية بحظرهم.

ورقة توت
وأوضحت أن إضافة بعض من غير المسلمين إليه ليست إلا ورقة توت يحاول ترمب أن يغطي بها عورة قراره، لأنه بالنسبة لفنزويلا لا يشمل إلا المسؤولين الحكوميين، أما بالنسبة لكوريا الشمالية فإن من يسافرون منها لأميركا لا يتعدون العشرات سنويا.

وقالت نيويورك تايمز ومجلة فورين بوليسي إن حظر السفر عموما لا يجدي أبدا من الناحية الأمنية، مستشهدة بما قالته وزارة الأمن الداخلي الأميركية عقب صدور الحظر في نسخته الأولى في يناير/كانون الثاني الماضي من أن جنسية أي فرد لا علاقة لها باحتمال تشكيله خطرا أمنيا، وإن الدراسات أثبتت أن أغلب الهجمات "الإرهابية" داخل أميركا في السنوات الأخيرة نفذها أميركيون.

ووصفت نيويورك تايمز قرار الحظر بأنه محاولة لا تتوقف من رئيس غارق في ورطاته لإلهاب الخوف العام وإثارة الرعب من الأجانب، وإن إجراءات التفتيش التي تطبقها أميركا على القادمين من الخارج تُعتبر الأشد في العالم ولا تحتاج لإضافة حظر إليها.

لماذا تشاد؟
وتساءلت هذه الصحف عن إضافة تشاد للقائمة الجديدة، قائلة إن تشاد حليف لأميركا ولاعب رئيسي في الجهود العسكرية ضد "الإرهاب" بالمنطقة، خاصة ضد حركة بوكو حرام ويوجد بها المقر الرئيسي لقوة المهمات المتعددة الجنسيات "لمكافحة الإرهاب بالمنطقة" والتي تقودها أميركا، كما يوجد بها مقر البعثة الفرنسية لمكافحة "الإرهاب" بالمنطقة، بالإضافة إلى عضويتها في الشراكة لمكافحة "الإرهاب" عبر الصحراء الكبرى.

وقالت مجلة فوريت بوليسي إن واشنطن بررت ضم تشاد للقائمة الجديدة بفشل أنجمينا في التبادل الكافي للمعلومات الخاصة بالسلامة العامة و"الإرهاب"، بالإضافة إلى حقيقة أن عددا من المنظمات "الإرهابية" نشطة داخل البلاد.

ونقلت المجلة عن مسؤولين وخبراء قولهم إن هناك العديد من الدول لا تقدم معلومات كافية في المجالات المذكورة بسبب ضعف التوثيق ليس إلا، ونسبت إلى ريتشارد داوني نائب مدير البرنامج الأفريقي بمركز الدراسات الدولية الإستراتيجية بواشنطن قوله إن ضم تشاد لن ينتج عنه إلا تخريب العلاقات الثنائية بين البلدين، مضيفا أنه لن يسعى حتى لفهم مغزى هذا القرار.

المصدر : الصحافة الأميركية