تيران وصنافير.. حسابات السيسي ومكاسب السعودية

blogs - صنافير
مظاهرة سابقة رافضة للتنازل عن جزيرتي تيران وصنافير (رويترز)

تساءلت الكاتبة المصرية أهداف سويف عن الدوافع التي قادت الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى الإصرار على التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير لصالح السعودية، وأكدت أن إعطاء الجزر للسعودية يمنحها مبررا لعلاقاتها النامية مع إسرائيل.

وقالت سويف في مقال بصحيفة نيويرك تايمز إن حماسة السيسي في التنازل عن الجزيرتين ورط الحكومة المصرية في تعديات من شأنها تدمير أي هيبة باقية لمؤسسات الدولة من قضاء وبرلمان، وإعلام وحتى الدستور.

وتساءلت إن كانت قضية الجزيرتين مرتبطة بصراع إرادات يضطر السيسي أن يكسبه ليعلم الجميع أنه يفعل ما يريد وليست هناك قوة تستطيع أن تمنعه، أم أن الحكومة متورطة في صفقة لا تستطيع العدول عنها ولا تستطيع الإفصاح بمكوناتها الحقيقية؟

وأكدت أن إعطاء الجزر للسعودية يجعل المملكة طرفاً في اتفاقيات كامب ديفد ويعطيها مبرراً لعلاقاتها النامية مع إسرائيل.

وأشارت الكاتبة إلى أنه رغم  أن اتفاقيات كامب ديفد تشترط أن تكون مضايق تيران مفتوحة أمام كل السفن، فإن هذا الشرط يسري فقط في أحوال السلم وفي ظروف "المرور البريء"، وما دامت المضايق تحت السيطرة المصرية فإن مصر تستطيع إغلاقها في حالة الحرب أو لو اشتمت نوايا سيئة للسفن المارة.

غير أنه وبعد التنازل عن الجزر للسعودية تصبح مياه مضيق تيران دولية وليس لمصر أي حكم عليها في السلم أو في الحرب.

undefined

وقالت سويف إن أزمة التنازل عن الجزيرتين تتزامن مع وضع قاتم في البلاد؛ فالأغلبية الكبيرة من المصريين يعيشون إحساسا بالتهديد في حياتهم ومستقبلهم وأرزاقهم منذ عقود، لكنهم الآن يشعرون بتهديد وجودي.

وبينت أن حصة مصر من مياه النيل يهددها سد يوشك جيرانها في الجنوب على إتمامه، وتربة الوادي مجهدة، وموارد البلاد مستهلكة، وكثير من المواطنين مرضى، وهواء المدن ملوث، يضاف ذلك كله إلى سنوات وسنوات من الحكم غير الرشيد.

واعتبرت أن المجتمع المصري منقسم وعدائي بشكل لم يعرفه من قبل، وبات لا يرحب بالنازحين واللاجئين، وطاردا حتى لأولاده الذين يقذفون بأنفسهم هربا في الصحاري والبحار، وذلك نتيجة عقود من الحكم الفاسد والمُفسِد.

ورأت أن ثورة يناير ٢٠١١ كانت استجابة ورد فعل لهذا التهديد الوجودي، ولهذا خرج إليها الملايين من الشباب والكبار، والأغنياء والفقراء، وذوي المرجعية السياسية الدينية، وذوي المرجعية السياسية المدنية، وغيرهم، بهدف إنقاذ البلاد وإنقاذ أنفسهم.

وأكدت أن الثورة المضادة التي بدأت منذ تنحي الرئيس المعزول حسني مبارك في فبراير ٢٠١١، فشلت تماماً في مواجهة هموم وشواغل المصريين، وكان تركيزها على التمكن من السلطة والاستفراد بها، والقضاء على كل ما تتصور أنه يمكن أن يهددها.

وقالت إن المصريين يشعرون اليوم بخطورة وخسارة وعار فقد تيران وصنافير، وأكدت أن المعارضة مستمرة رغم حملة التضييق المتصاعدة في البلاد ولن تتوقف ولن تصمت.

المصدر : نيويورك تايمز