مساع سعودية لتبديد المخاوف الأميركية باليمن
قالت صحيفة نيويورك تايمز إن السعودية اتخذت خطوات لتبديد مخاوف الأميركيين إزاء خسائر المدنيين في حملة التحالف باليمن، لكنها أشارت إلى أن تلك الخطوات ترقى إلى شروط جديدة على صفقة أسلحة بقيمة 110 مليارات دولار تستعد واشنطن لعقدها مع الرياض بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب عنها أثناء زيارته الأخيرة للمنطقة.
كما أن المملكة تعهدت للأميركيين باتخاذ خطوات تبدد من مخاوفهم إزاء الحملة الجوية التي قتلت أكثر من 9000 مدني خلال أكثر من عامين، وفق رسالة خاصة بعث بها وزير الخارجية السعودية عادل الجبير لنظيره ريكس تيلرسون قبيل زيارة ترمب إلى السعودية الشهر الماضي، وهو ما وصفته الصحيفة بأنه إقرار مبطن بضعف القوات السعودية.
ووفق رسالة الجبير، فإن الرياض تلتزم بالقانون الدولي في الصراع المسلح وتوسع نطاق قائمة الأهداف التي تعد خارج حدود الغارات الجوية باليمن، إلى 33 ألفا.
لكن مسؤولين أميركيين كبيرين قالا إنه في معظم الضربات الجوية التي تدعم الجنود على الأرض وتضرب ما يسمى بالأهداف الفجائية، أو المسلحين، لا يتشاور المخططون العسكريون السعوديون بانتظام بشأن قائمة الأهداف التي لا تضرب جوا، ومنها المساجد والمحال التجارية.
ووفق المسؤولين الأميركيين، فقد وافق السعوديون على الالتزام بقواعد الاشتباك الأكثر صرامة والأخذ بعين الاعتبار خلال إجراءات استهدافهم، التقديرات المحددة بشأن الخسائر البشرية في صفوف المدنيين والمباني، وهو ما وصفه المسؤولان الأميركيان بأنه إجراء غير متكامل في الحملة العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن.
كما أن السعوديين سيسمحون للمستشارين العسكريين الأميركيين بالبقاء في مركز مراقبة العمليات الجوية السعودي بالرياض، خلافا لما كان عليه في السابق حيث كان يسمح فقط لفريق أميركي صغير بالعمل من مكتب آخر لتنسيق المساعدة الأميركية اللوجستية المحدودة للحملة.
علاقة جديدة
ويقول تيموثي ليندركينغ النائب المساعد لوزير الخارجية "نشعر أننا أعدنا ضبط العلاقة (مع السعودية) نتيجة لزيارته (ترمب)".
وأشارت نيويورك تايمز إلى أن التدريب والتعهدات السعودية ربما لعبت دورا أساسيا في الموافقة على نطاق ضيق لمجلس الشيوخ لأول صفقة أسلحة في عهد ترمب، وتتضمن أسلحة عالية الدقة في التوجيه وبقيمة تزيد عن 510 ملايين دولار.
لكن مسؤولين أميركيين عملوا عن قرب مع السعوديين في الفترة الأخيرة لمساعدتهم على تحسين إجراءات الاستهداف الدقيق، قالا إن التدريب الإضافي هام، ولكنه لن يكون فعالا إلا إذا أشرف المسؤولون في وزارتي الدفاع والخارجية (الأميركيتيين) على البرنامج عن قرب.
وتتابع الصحيفة الأميركية أن السعودية تواجه ضغوطا متصاعدة للضغط من أجل إيجاد وسيلة إنقاذ ماء الوجه لتبرير الحملة المستمرة في اليمن منذ عامين، والتي أضرت بصورتها في الخارج في ظل الأخطاء العسكرية التي كشفت قصورا في القوات المسلحة السعودية.
فإلى جانب الآلاف من القتلى، يواجه العديد من اليمنيين مجاعة، في حين استفادت الجماعات "المتطرفة" مثل تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة من الفوضى لتصعد من عملياتها في البلاد.