أسانج: سي آي أي تحارب الصادحين بالحقيقة

WikiLeaks founder Julian Assange makes a speech from the balcony of the Ecuadorian Embassy, in central London, Britain February 5, 2016. Assange should be allowed to go free from the Ecuadorian embassy in London and be awarded compensation for what amounts to a three-and-a-half-year arbitrary detention, a U.N. panel ruled on Friday. REUTERS/Peter Nicholls
مؤسس ويكيليكس جوليان أسانج (رويترز)

كتب محرر موقع ويكيليكس جوليان أسانج أن مايك بومبيو اختار في خطابه الأول مديرا لوكالة الاستخبارات المركزية (سي آي أي) إعلان الحرب على حرية التعبير وليس على خصوم الولايات المتحدة الفعليين.

وقال أسانج في مقال بصحيفة واشنطن بوست إن بومبيو لاحق ويكيليكس باعتبارها "جهاز استخبارات معاديا غير حكومي"، وبحسب وجهة نظره فإن قول الحقيقة عن الإدارة يمكن أن يكون جريمة، كما أكد النائب العام الأميركي جيف سيشيونس ذلك بسرعة عندما وصف اعتقالي بأنه "أولوية".
وصم بومبيو لويكيليكس، دون إثبات، بأنها جهاز استخبارات معاد غير حكومي بمثابة خنجر موجه لحق الأميركيين الدستوري في الحصول على معلومات صادقة عن حكومتهم

وأشار أسانج إلى أن كل هذا الكلام لخنق حرية التعبير يأتي ردا على أول منشور في بداية سلسلة ويكيليكس المعروفة بـ"Vault 7″ التي بدأت تنشر أدلة ملحوظة على عدم كفاءة "سي آي أي" وأوجه القصور الأخرى.

ومن هذه الأدلة -بحسب الكاتب- إنشاء الوكالة ترسانة كاملة من الفيروسات الإلكترونية وبرامج القرصنة بمليارات الدولارات من أموال دافعي الضرائب والتي سرعان ما فقدت السيطرة عليها ثم حاولت التستر على الخسارة. كما كشفت هذه المنشورات جهود الوكالة لإفساد المنتجات الاستهلاكية العامة والسيارات في كل مكان بفيروسات الحواسيب.

واعتبر أسانج وصم بومبيو لويكيليكس، دون إثبات، بأنها "جهاز استخبارات معاد غير حكومي" بمثابة خنجر موجه لحق الأميركيين الدستوري في الحصول على معلومات صادقة عن حكومتهم. وقال إن هذا الاتهام يعكس محاولات عبر التاريخ من قبل البيروقراطيين الذين يسعون، ويفشلون، في تجريم الخطاب الذي يكشف سوءاتهم.

‪نشطاء يتظاهرون دفاعا عن أسانج‬ نشطاء يتظاهرون دفاعا عن أسانج (غيتي إيميدجز)
‪نشطاء يتظاهرون دفاعا عن أسانج‬ نشطاء يتظاهرون دفاعا عن أسانج (غيتي إيميدجز)

واستشهد أسانج بموقف الرئيس الأميركي الأسبق تيودور روزفلت الذي أدرك خطر منح أولئك "الحمقى أو الخونة الذين يسعون لتجريم قول الحقيقة عن الإدارة عندما تكون مذنبة بعدم الكفاءة أو أوجه قصور أخرى". وقول روزفلت إن هذه "المحاولة في حد ذاتها جريمة ضد الأمة". وعلق على كلمة روزفلت بأنه ينبغي على الرئيس ترمب ومسؤوليه أن يستجيبوا لتلك النصيحة.

وأشار أسانج إلى أن كل الحكومات الديمقراطية تدار من قبل أناس معيبين والدكتاتوريات أسوأ وأضل، وأن مصطلح "الدكتاتور اللطيف" هو أسطورة. وأضاف أن هؤلاء البشر، الديمقراطيين والمستبدين على السواء، يرتكبون الأخطاء والجرائم وغالبا ما يخدمون أنفسهم بدلا من بلدانهم، ولذلك هم محور منشورات ويكيليكس.

وختم أسانج مقاله بأن أولئك الذين يؤمنون بالاضطهاد وقمع الحقيقة لتحقيق أهدافهم الضيقة سينساهم التاريخ حتما. وفي معركة عادلة، كما قال جون ملتون، الحقيقة تفوز دائما.

المصدر : واشنطن بوست