صحيفة: وصفة نجاح روتي تشدُّدُه تجاه مسلمي هولندا

Dutch Prime Minister Mark Rutte of the VVD Liberal party appears before his supporters in The Hague, Netherlands, March 15, 2017. REUTERS/Yves Herman
رئيس الوزراء الهولندي مارك روتي يحتفل بفوزه في الانتخابات التشريعية (رويترز)
خالد شمت-برلين

اعتبر المحلل السياسي لصحيفة "دير تاغسشبيجيل" الألمانية ألبريشت ماير أن اللغة المتشددة لرئيس الوزراء الهولندي مارك روتي تجاه الأجانب ببلاده -خاصة المسلمين- مثّل وصفة النجاح التي قادته وحزبه الليبرالي للفوز بالانتخابات.

وكتب ماير في مقال بعنوان "الانتصار القذر" بعدد الصحيفة الصادر أمس الجمعة أن "خيرت فيلدرز لم يتمكن من الوصول لرئاسة الحكومة الهولندية، إلا أن نتيجة الانتخابات البرلمانية أسفرت عن انتصار بطعم مرير بسبب الطبيعة الشعبوية المخففة لرئيس الوزراء مارك روتي".

وأضاف الكاتب أن عام الرعب 2016 الذي حمل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ووصول دونالد ترمب لرئاسة الولايات المتحدة الأميركية لم تصل تداعياته لهولندا، وهذا هو الخبر السار بنتيجة الانتخابات في هذا البلد الجار.

كما تساءل إن كان عدم حصول خيرت فيلدرز المعادي للإسلام على منصب رئيس الحكومة في لاهاي سيوقف مسيرة الشعبوية في أوروبا على المدى البعيد.

مؤشران حاسمان
وأجاب ماير على سؤاله، معتبرا أن مسيرة الشعبوية لن تتوقف بسبب احتفاظ فيلدرز بقوة انتخابية مستقرة تبلغ 10% من أصوات الهولنديين، وهو ما يمثل نصف القوة الانتخابية الفرنسية المؤيدة لزعيمة حزب الجبهة القومية اليمينية المتطرفة مارين لوبان.

ورأى أن مستوى هذا التأييد للاثنين يدعو للارتياح لأنه لا يكفي لصعود الشعبويين مثل فيلدرز ولوبان المرشحة للرئاسة الفرنسية إلى مركز السلطة في بلدانهم.

وفي السياق ذاته، قال ماير إن السؤال المطروح بمواجهة هذا الواقع عن كيفية تصدي الأحزاب الديمقراطية في أوروبا بشكل فعال للتحدي اليميني الشعبوي ما زال بلا إجابة.

ورأى المحلل الألماني أن اتجاه الانتخابات الهولندية حُسم بشكل كبير من خلال مؤثر طويل المدى اسمه دونالد ترمب، وآخر قصير المدى اسمه رجب طيب أردوغان، وأوضح أن كثيرا من الهولنديين أدركوا ما الذي يمكن أن يحدث نتيجة التصويت للبريكست أو لاختيار شخص كترمب لدخول البيت الأبيض.

وقال إن تأثير هذا التوجه سيكلف فراوكا بيتري زعيمة حزب "بديل لألمانيا" المعادي للوحدة الأوروبية واليورو واللاجئين خسارة أصوات للناخبين، متوقعا أن يدفع هذا التأثير بالفرنسيين أيضا لإيقاف ماري لوبان عند حدودها في الثالث والعشرين من أبريل/نيسان المقبل.

ولفت ماير إلى أن أي قراءة صحيحة لنتيجة الانتخابات البرلمانية الهولندية لا بد أن تتوقف عند دور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فيها، وقال إن مواجهة الرئيس التركي مع دول الاتحاد الأوروبي بشأن تمكين وزراء حكومته من المشاركة بفعاليات انتخابية في هذه الدول لعبت دورا غير مباشر بفوز رئيس الحكومة الهولندية الحالي بهذه الانتخابات.

وأوضح محلل "دير تاغسشبيجيل" أن الناخبين الهولنديين المترددين حسموا أمرهم قبل وقت قصير من الاقتراع، وقرروا التصويت لروتي الليبرالي المحافظ بعدما غلّظ إجراءاته تجاه تركيا، وخلص إلى أن المشهد السياسي الهولندي سادته قبل المواجهة مع أردوغان تساؤلات عن مساعي روتي للاصطياد بمياه الناخبين اليمينيين عبر خطاب متشدد موجه للأجانب في هولندا، وخاصة مسلميها.

المصدر : الجزيرة + الصحافة الألمانية