صحف بريطانية: ميزانية ترمب للدفاع وصفة للحرب

U.S. President Donald Trump signs an autograph after delivering his first address to a joint session of Congress from the floor of the House of Representatives iin Washington, U.S., February 28, 2017. REUTERS/Jim Lo Scalzo/Pool
الغارديان: ترمب يريد أن يفرض السلام بالقوة (رويترز)

يرى الكاتب جوناثان فريلاند أن تولي ترمب لمنصبه كان لتقليل الهدر في الإنفاق واتخاذ القرارات الذكية التي استعصت لعقود على سياسيي واشنطن عديمي الفائدة.

لكن المفاجأة هي أن البوادر الأولى تشير إلى أن قرار أول ميزانية في عهد ترمب بزيادة نفقات الدفاع يمكن أن يوصف بأي شيء إلا الذكاء، لأنه في واقع الأمر قرار قصير النظر وأحمق وغير مشجع.

وقال الكاتب في مقاله بصحيفة الغارديان إن قصور النظر في هذا القرار يبعث على الدهشة، لأن الولايات المتحدة تنفق على الدفاع بالفعل أكثر مما تنفقه أكبر ثماني دول مجتمعة، وهي تتمتع بهيمنة كاملة، ولها ترسانة نووية قادرة على تدمير جميع أشكال الحياة البشرية على الأرض عدة مرات.

واعتبرت الصحيفة أن ما يجعل هذا التحول في السياسة مضللا جدا ليس مجرد التكديس المفرط، بل تكلفة الفرصة البديلة، بمعنى دفع ثمن كل هذا العتاد باستنزاف ترسانة الولايات المتحدة من القوة الناعمة.

وختم الكاتب بأن المسؤولية الآن تقع على وزير الدفاع جيمس ماتيس والجنرالات الآخرين في مواقعهم الهامة في إدارة ترمب لمكافحة هذا التحول الخطير في السياسة، إذ من المؤكد أن ميزانية ترمب الأولى سترجح أن أميركا سوف تبدأ خوض حروب مرة أخرى.

القوة الناعمة
أما صحيفة ديلي تلغراف فقد ذكرت وجهة نظر مختلفة، فقد أيد الكاتب كون كوغلين توجه الرئيس الأميركي دونالد ترمب لزيادة الإنفاق العسكري من أجل الحفاظ على الأمن القومي للولايات المتحدة، واعتبرها من محاسنه رغم سياساته الغريبة التي أعلن عنها أثناء حملته وبعد توليه منصب الرئاسة.

ورأى عزمه على إعادة بناء القوة العسكرية الأميركية بعد سنوات التراجع في ظل إدارة الرئيس السابق باراك أوباما موضع ترحيب بقدر ما هي خطوة متأخرة، وقال إن فيها إشارة أيضا إلى حلفاء أميركا بضرورة رفع مستواهم أو المخاطرة بفقدان الحماية التي توفرها لهم القوة العسكرية العظمي بلا منازع في العالم.

وأشار كوغلين في مقاله إلى أن الـ 54 مليار دولار الإضافية التي يعتزم ترمب إنفاقها لإنعاش القوات المسلحة الأميركية أكبر من ميزانية وزارة الدفاع البريطانية بأكملها، التي تقدر هذا العام بنحو 47 مليار دولار.

وأضاف أن ترمب يعتزم إنفاقها على تجنيد 60 ألف جندي مشاة إضافي و12 ألف فرد مارينز وإضافة ما لا يقل عن 100 طائرة مقاتلة، وسيرتفع عدد قطع البحرية الأميركية من 274 إلى 350، وهو ما يعادل إضافة كل قوة القوات المسلحة البريطانية للجيش الأميركي.

المصدر : الصحافة البريطانية