ترمب مدعو للعمل على استقرار الشرق الأوسط
وقالت إن هذه الدول الأربع فاشلة وإن الخطر يحدق ببقية الدول العربية الأخرى في ظل التحالف الروسي الإيراني، وإن هذا التحالف هو ما أنقذ رئيس النظام السوري بشار الأسد وأبقاه في منصبه حتى الآن.
وأشارت إلى حالة الفوضى التي تسببت فيها الحرب التي تعصف بسوريا منذ سنوات، وقالت إنها أسفرت عن مقتل أكثر من نصف مليون إنسان وأدت بحوالي 11 مليون آخرين إلى النزوح، وقالت إن تنظيم الدولة الإسلامية وتنظيم القاعدة استغلا هذه الفوضى وقاما بتجنيد المقاتلين والسيطرة على مساحات شاسعة من الأراضي وارتكاب أبشع الفظائع التي لا توصف.
حروب
وأضافت فورين بوليسي أن الحروب والاضطرابات في الشرق الأوسط أدت إلى تدفق اللاجئين إلى أوروبا بشكل هائل، وأن دول الاتحاد تعاني بدورها جراء تعرضها للهجمات الإرهابية، وأن بعضها يعاني حالة من عدم الاستقرار مثل اليونان وبلغاريا اللتين تناضلان لتوفير فرص عمل للمواطنين.
وأشارت إلى أن هذه الظروف التي تمر بها دول الشرق الأوسط أدت -مع انعكاساتها على أوروبا- إلى ظهور أحزاب أوروبية يمينية متطرفة مع نبرة معادية للاجئين وللنظام والقانون، وأضافت أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يهدد أيضا بتقويضه.
وقالت إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يحاول استغلال هذه الظروف العالمية مجتمعة، لكن الولايات المتحدة مدعوة لدعم حلفائها وتشجيع سبل التعاون بدلا من الصراع المسلح بين الدول الأوروبية.
وأضافت أن الولايات المتحدة تواجه تحديا مشابها في الشرق الأوسط، وأن سوريا تشكل الاختبار الأول، حيث تحاول روسيا حث أميركا على القبول باستمرار الأسد في حكم هذا البلد المدمر، بينما تواجه موسكو بمشاركة واشنطن تنظيم الدولة وتنظيم القاعدة في المنطقة.
حكم الأسد
وقالت فورين بوليسي إن هذا الطرح لن يؤدي إلى استقرار الشرق الأوسط، لأن حكم الأسد القاسي والوحشي أدى إلى نفور السوريين منه وهو لن يكون قادرا على لمِّ شمل سوريا مرة أخرى، وإنه في ظل غياب سوريا القابلة للحياة والنابضة بها والتي توفر لمواطنيها بعض الأمل في المستقبل، فإن أي مكاسب ضد تنظيم الدولة أو القاعدة سرعان ما تتلاشى.
وقالت إنه ينبغي للولايات المتحدة أن تسعى لإيجاد حل للنزاع في سوريا يحمي كل الأطراف ويوفر عروضا واسعة من الحكم الذاتي، وأن يتم إقناع روسيا بأن هذه الحرب لا يمكن الفوز بها وأن الأسد غير قادر على تحقيق الاستقرار في البلاد، وأضافت أن الولايات المتحدة مدعوة للعمل على حماية المدنيين المحاصرين في سوريا.
وأضافت أن الولايات المتحدة مدعوة أيضا للعمل على وقف القتال في الشرق الأوسط وإلى دعم الدول الضعيفة وإلى تشجيع القادة السياسيين للحكم بما يؤدي إلى تعزيز شرعيتهم وإطلاق العنان لمواهب شعوبهم، وأن تبادر واشنطن إلى تطوير المؤسسات الإقليمية في الشرق الأوسط التي من شأنها أن تساعد على تخفيف حدة النزاعات وعلى تعزيز آفاق التعاون بشكل عام.
وقالت إنه لتحقيق هذه الأهداف، يجدر بالولايات المتحدة عقد شراكات مع دول في الشرق الأوسط وخارجه من تلك التي تشترك معها باهتمامها في المنطقة، مثل أوروبا وربما روسيا والصين. وقالت إنه عندما يكون الشرق الأوسط منطقة آمنة ومستقرة فإن هذا يقوض جاذبيتها للتطرف والمتطرفين.