تايمز: على البابا استغلال نفوذه لوقف اضطهاد الروهينغا

epa06353587 A handout photo made available the Vatican newspaper L'Osservatore Romano shows Pope Francis (C) arriving at the Yangon International Airport in Yangon, Myanmar, 27 November 2017. Pope Francis' visit in Myanmar and Bangladesh runs from 27 November to 02 December 2017. EPA-EFE/L'OSSERVATORE ROMANO HANDOUT HANDOUT EDITORIAL USE ONLY/NO SALES
بابا الفاتيكان لدى وصوله ميانمار في زيارة رسمية (الأوروبية)

تناولت افتتاحيات بعض كبريات الصحف البريطانية اليوم تداعيات زيارة بابا الفاتيكان إلى ميانمار المقررة اليوم، وإدانته المعلنة للتطهير العرقي لمسلمي الروهينغا.

فقد أكدت افتتاحية للتايمز ضرورة استغلال البابا نفوذه في وقف الترحيل الوحشي لمسلمي الروهينغا، واعتبرت الصحيفة أن مهمة البابا فرانسيس لميانمار فرصة مهمة لمعاتبة جيش الدولة على طرده الوحشي لأكثر من ستمئة ألف مسلم من ولاية راخين.

وانتقدت الصحيفة فشل المستشارة أونغ سان سوتشي، الحائزة على جائزة نوبل للسلام، لعدم وقف هذا التطهير العرقي أو حتى الحديث عنه بأنه يترك فراغا أخلاقيا ينبغي أن يملأ بعبارات قوية من البابا، وإلا ستشعر حكومة ميانمار وجيشها وحراسها المحليون بأنهم يستطيعون الإفلات من عقوبات القتل والاغتصاب والحرق المتعمد لهذه الأقلية المضطهدة.

وأكدت الصحيفة ضرورة أن يحقق كل باباوات العصر الحديث توازنا في زياراتهم إلى الأنظمة الاستبدادية بين الدفاع عن المسيحيين ونشر القيم العالمية والحفاظ على القنوات الدبلوماسية مفتوحة.

وعددت الصحيفة بعض ما يمكن أن يجعل كلمة البابا مستوعبة ومسموعة، ومن ذلك أن يستشعر المسؤولية جميع أعضاء التسلسل الهرمي السياسي من الجيش وقادة الحدود إلى سوتشي نفسها، وضرورة مناشدتهم لوقف عملياتهم، والسماح بعودة المسلمين الفارين، وقبول وجود مراقبين دوليين، والتحقيق في الجرائم، ومعاقبة مرتكبيها، وأن يفهم مواطنو ميانمار أنهم لا يستطيعون البقاء غير مبالين.

أما بالنسبة لجيران ميانمار الآسيويين، فيجب على البابا أن يحثهم على تكثيف الضغط، وأن الدم المراق على المناطق الحدودية ستكون له انعكاسات سياسية على أي مجتمع فيه سكان مسلمون.

الفظائع المنتشرة تحدث عندما يتخلى أولئك الذين في السلطة عن واجبهم الأخلاقي، ومن ثم يجب على البابا بموجب السلطة المخولة له أن يرفع صوته بذلك عاليا وواضحا

وختمت الصحيفة بأن الفظائع المنتشرة تحدث عندما يتخلى أولئك الذين في السلطة عن واجبهم الأخلاقي، ومن ثم يجب على البابا بموجب السلطة المخولة له أن يرفع صوته بذلك عاليا وواضحا.

وفي السياق، قالت افتتاحية للغارديان إن البابا فرانسيس سبق أن أدان التطهير العرقي لمسلمي الروهينغا في ميانمار، ولكنه مع زيارته لها تم حثه على عدم ذكرهم بالاسم، وانتقدت الصحيفة هذا الموقف، وأكدت أنه ينبغي عليه أن يتحدث عن هذه الأزمة.

واعتبرت الصحيفة اجتماع البابا بمستشارة الدولة في ميانمار أونغ سان سوتشي اليوم سيكون تذكيرا غير مريح بحقائق سياسة القوة والقيود المفروضة على السلطة الأخلاقية البحتة. وقالت إنها منذ تولي منصبها، وما صحبها من بعض السلطة العام الماضي، قادت حملة تطهير عرقي وحشي ضد مسلمي الروهينغا عديمي الجنسية في المنطقة الساحلية الشمالية الشرقية للبلاد، مما أدى إلى فرار مئات الآلاف منهم إلى مخيمات اللاجئين الواسعة عبر الحدود مع بنغلاديش التي سيزورها البابا في وقت لاحق هذا الأسبوع.

ولعل أكثر الجوانب رعبا في الحملة ضد الروهينغا هو أنها تبدو عامة على نطاق واسع؛ فقد تم تهميش هذه الأقلية مرات متلاحقة: أولا بتجريدهم من الجنسية، والآن حتى من حق اختيار أسمائهم، حتى رئيس الكنيسة في ميانمار الكاردينال تشارلز بو، الذي عينه فرانسيس نفسه عام 2015، حث علنا رئيسه على عدم استخدام مصطلح "الروهينغا" في هذه الزيارة.

وهددت جماعة بوذية مسلحة بالثأر إذا تجرأ البابا على القيام بذلك، وأردفت الصحيفة أنه لا يمكن الاستخفاف بهذا التهديد في بلد يشكل فيه الكاثوليك أقل من 2% من السكان. ومع ذلك يبدو أن البابا راغب عن الاستسلام لهذا الضغط، حيث إنه كثيرا ما استخدم مصطلح الروهينغا هذا العام ودعا الأقلية المضطهدة "بالإخوة والأخوات".

وذكرت الصحيفة أن الإدانة العلنية لم يكن لها أثر واضح، وتساءلت عما يمكن أن تحققه الدبلوماسية الخاصة، وأن الجدول الرسمي للزيارة شحيح، وهو ما يوحي بأنه سيكون هناك العديد من الاجتماعات السرية.

وختمت بأنه إذا لم يكن لهذه الاجتماعات أي تأثير فمن غير المرجح أن يتم الإعلان عنها علنا، وهكذا يبدو البابا في وضع ميئوس منه. ولكن هذه الاجتماعات تقدم له أيضا فرصة استثنائية للتدليل من خلال أفعاله وكلماته على أن القيادة الروحية لا تحتاج إلى أن تنطوي على "شيطنة الكفار"، بحسب التعاليم المسيحية، ولكن تتطلب اعترافا بإنسانيتهم.

المصدر : الصحافة البريطانية