روسيا تزمجر بالشرق الأوسط وسط سبات أميركي
وقال مقال نشرت المجلة اليوم الجمعة للكاتب أريل كوهين إن سلوك موسكو في الشرق الأوسط يقود إلى فرض هيبة روسيا وبسط نفوذها بالمنطقة، وإلى البحث فيها عن أسواق لبيع السلاح وغيره من السلع كعادة القوى العظمى في هذا السياق.
وأضاف أن النفط يعتبر في جوهر هذا المسعى الروسي، وأشار إلى أن سعر برميل النفط الآن يفوق 55 دولارا، وأن صانع سوق النفط بالمنطقة ممثلا في السعودية يمر بأخطر أزمة سياسية منذ العشرينيات من القرن الماضي.
وأشار إلى التعاون الروسي الإيراني والسعودي في مجال خفض إنتاج النفط، وقال إن هذه السياسة تضع موسكو في دائرة الضوء.
سيطرة ونفوذ
واستدرك بالقول إن نشاط الكرملين المتجدد في الشرق الأوسط هو جيوسياسي ويتجاوز الأعمال التجارية، موضحا أن موسكو تسعى للسيطرة على الحكومات وإلى إعادة تأسيس القواعد العسكرية وفتح الطرق البحرية وتوسيع نطاق الصادرات.
وأضاف أن طموحات القوة العظمى هذه تنذر بتحول أوسع في التوازن الإقليمي، وتكشف عن شكل من أشكال العودة إلى المنافسة الإستراتيجية التي كانت سائدة في القرن الـ19، بل وتثير تساؤلات بشأن مستقبل القوة الأميركية برمتها.
وتحدث الكاتب عن تاريخ روسيا، وقال إنها تعتبر إمبراطورية آخذة بالاتساع منذ زمن بعيد، وأشار إلى تفكك الاتحاد السوفياتي في 1991، وقال إن روسيا تخلت عن معظم عمليات انتشارها العسكرية في الشرق الأوسط، لكنها حافظت على بعض العملاء بشأن مبيعات الأسلحة.
وقال إن روسيا حافظت على بقائها العسكري في سوريا. وأشار إلى القواعد العسكرية الروسية في البلاد، وأضاف أن روسيا تسعى لملء الفراغ الذي تتركه الولايات المتحدة بالمنطقة.
وأضاف أن تطلعات روسيا في هذه المنطقة تشمل مواجهتها للجهاديين الإسلاميين الذين ينحدر عدد كبير منهم من الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية، وسط الخشية من عودتهم إلى روسيا، وبسط الهيمنة الروسية، واستغلال الاتفاقات التجارية الأخرى.
وقال إن إذكاء نيران الصراعات في المنطقة -كما هو الحال بالصراع بين السعودية وإيران– من شأنه رفع أسعار النفط، وسط الخشية من تعرض مضيق هرمز للإغلاق.