تايمز: نهاية اللعبة في سوريا

قمة سوتشي.. من سيرسم خارطة الحل بسوريا؟
قمة سوتشي بدت كاجتماع لمّ شمل المنتصرين (الجزيرة)

قالت صحيفة التايمز البريطانية إن مستقبل سوريا يجب أن يتشكل على طاولة المفاوضات وليس في ساحة القتال، وهذا ما يدركه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ومن ثم فليس من المستغرب أنه بعد عامين من قصفه المعارضة السورية وتنظيم الدولة يقدم نفسه الآن كوسيط خير.

وأضافت أن محادثات السلام بالنسبة لبوتين هي امتداد للحرب بوسائل أخرى لتأمين نظام الديكتاتور التابع له بشار الأسد، الذي كان كل همه حتى الآن هو قتل وتشريد مواطنيه.

وألمحت الصحيفة في افتتاحية لها إلى أن لقاء "جزار دمشق بحاميه" في منتجع سوتشي الروسي تلته قمة أخرى مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الإيراني حسن روحاني بدت كاجتماع لمّ شمل المنتصرين، واعتبرت ذلك محاولة لتقسيم الغنائم بعد هزيمة تنظيم الدولة على الأرض السورية.

وأضافت أن هذه القمة قدمت وعدا من أردوغان بأن الجيش التركي لن يهاجم القوات الكردية داخل سوريا، دون مشاورة دمشق، وهذا معناه أن تحالف سوتشي بين روسيا وإيران وتركيا يريد تعزيز سلطة الأسد وإثبات أنه يسيطر على حدود البلاد. وفي المقابل، يبدو أن بوتين حصل على تعهد من الأسد بأنه "سيشارك بشكل بناء" في محادثات السلام، وهو ما يعتبر مرادفا لقبول بعض الحوار مع جماعات المعارضة في شمال سوريا.

لا يمكن للمجتمع الدولي أن يستسلم لإجماع سوتشي لأن محادثات السلام يجب أن تؤدي إلى عملية انتقال سياسي تعزز إجراء انتخابات ديمقراطية حقيقية تستطيع فيها المعارضة المعتدلة إثبات وجودها ضد الأسد وتقدم بديلا معقولا

وأشارت الصحيفة إلى أنه من المفترض أن تضمن موجة النشاط الدبلوماسي هذه عدم ترك فراغ سياسي بعد سحق التنظيم في نهاية المطاف، ومن ثم كان المسؤولون السعوديون في الرياض هذا الأسبوع يحاولون توحيد المعارضة السورية كي لا تتفتت. كما أن جولة المباحثات التي ترعاها الأمم المتحدة في جنيف الأسبوع المقبل تحمل السمات المميزة لنهاية اللعبة، حيث تمسك روسيا بميزان القوة في الشرق الأوسط منذ عام 2015.

وذكرت الصحيفة أن هدف الغرب في سوريا كان أكثر تعقيدا؛ فقد أراد دولة موحدة وديمقراطية، لكنه الآن يتجه نحو خيار حاسم، وهو أن الأولوية يجب أن تكون الحفاظ على دولة موحدة حتى وإن كان ذلك يعني إبقاء الأسد في السلطة فترة أطول قليلا.

وعلقت بأنه لا يمكن للمجتمع الدولي الأوسع أن يستسلم لإجماع سوتشي لأن محادثات السلام يجب أن تؤدي إلى عملية انتقال سياسي تعزز إجراء انتخابات ديمقراطية حقيقية تستطيع فيها المعارضة المعتدلة إثبات وجودها ضد الأسد وتقدم بديلا معقولا، وعلى روسيا أن تساعد في تحقيق ذلك وأن تقبل النتيجة، ولا بد السماح لجميع السوريين بالتصويت، بمن في ذلك الذين أجبروا على الفرار.

وختمت الصحيفة بالتأكيد على تآكل قوة الأسد لا محالة، وأن إقصاءه في نهاية المطاف واستبداله بحكومة مستقرة يجب أن يظل الهدف الإستراتيجي للغرب وأولئك في العالم العربي الذين يهتمون باستقرار منطقتهم.

المصدر : تايمز