ليبراسيون: أزمة الروهينغا والصمت المريب للسعودية

epa03545545 A photo released 20 January 2013 shows Bulldozers and axcavators at the Myanmar-China pipeline project near Naung Cho, Northern Shan State, Myanmar, on 24 September 2012. Construction on the 800-kilometre natural gas pipeline began in 2009 in the western state of Rakhine, and is scheduled to wind up later this year in Yunnan, China. Complaints of lack of proper environmental impact studies and inadequate compensation have dogged the venture, signed in 2009 when Myanmar was still under military rule. EPA/NYEIN CHAN NAING
خط أنابيب النفط الذي يتدفق معه النفط السعودي إلى الصين يمر عبر أراضي الروهينغا (الأوروبية)
يبدو أن المملكة العربية السعودية -مهد الإسلام- تجاهلت التطهير العرقي للروهينغا باسم الذهب الأسود، إذ تريد المحافظة بأي ثمن على استخدامها خط أنابيب يمر عبر ميانمار إلى الصين.

ففي الوقت الذي أعربت فيه العديد من الدول الإسلامية عن تضامنها مع الروهينغا، كانت ردة فعل السعودية معتدلة جدا تجاه ميانمار التي يتدفق عبرها النفط السعودي إلى الصين.

هذا ما جاء في صحيفة ليبراسيون الفرنسية التي قالت إن أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم تسعى لزيادة مبيعاتها إلى الصين، خاصة عبر استخدام خط أنابيب نفط في بورما.

ونقلت الصحيفة عن المتخصص في الاقتصادات الناشئة في مركز الدراسات المستقبلية والمعلومات الدولية جان جوزيف بوالو قوله "ليس أمام السعودية خيار آخر سوى التعامي (عما يحدث للروهينغا)".

وذكرت الصحيفة أن خط الأنابيب المذكور الذي بدأ تشغيله في أبريل/نيسان هذا العام هو أول خط مباشر وآمن لنقل النفط بين الصين والشرق الأوسط، مشيرة إلى أن الواردات الصينية النفطية الأخرى تمر عبر مضيق ملقا قبل الوصول إلى الأراضي الصينية، وهذا الطريق التجاري معرض بشكل خاص للاستيلاء عليه من قبل قوى معادية للصين، الأمر الذي سيعرض إمدادات الصين من الطاقة للخطر الشديد.

زد على ذلك أن خط أنابيب النفط الذي يمر عبر ميانمار له قدرة استيعابية هائلة، 22 مليون طن سنويا، يأتي نصفها تقريبا من السعودية، وهو ما يمثل 5٪ من إجمالي إنتاج المملكة.

ولا يمكن، حسب بوالو، للسعودية أن تدين ميانمار، والحال هكذا، لأن ذلك سيعني بكل بساطة "خسارة السوق النفطية الصينية".

والأمر الآخر المهم في هذا الصدد هو أن خط الأنابيب المذكور يمر عبر الأراضي الزراعية التابعة للروهينغا تحديدا، وكان منتجو النفط استولوا على أراضيهم دون تعويض مالي.

وظلت الأقلية المسلمة تطالب بحقوقها في هذه المنطقة، إلا أن النظام العسكري الذي تحكمت فيه شركات النفط عبر الرشى ظل هو المستفيد الوحيد من خط أنابيب النفط، ولا يتوقع أن يتنازل الجنرالات عن تلك الفوائد، وهو ما يعني أنهم سيستمرون في اضطهادهم لأقلية الروهينغا.

وهو ما يعلق عليه مهندس البترول الذي عمل لسنوات طويلة مع البنك الدولي موفق حسان بقوله "هذه الأموال ستستخدم في تأمين تقاعد العسكريين".

ولا شك أن من مصلحة السعودية أن تحافظ على زبائنها الكبار الذين أصبحوا عملة نادرة بعد بدء أميركا استغلال النفط الصخري ومع تنامي الوعي البيئي بالتلوث؛ فالمحافظة على الصين التي لا تزال تعتمد اعتمادا كبيرا على الذهب الأسود ضرورة قصوى بالنسبة للمملكة.

ويرى بوالو، وهو مختص في الاقتصاد الصيني، أن حجم العلاقات الاقتصادية الصينية السعودية يتجاوز بشكل كبير مسألة الروهينغا.

أما موفق حسان فيسخر من تبرع السعودية بــ15 مليون دولار لصالح الروهينغا، معتبرا ذلك "تمويها"، إذ إن بإمكان أي موسر أن يتبرع بذلك في طرفة عين.

وتربط الأستاذة السعودية في كلية لندن للاقتصاد مضاوي الرشيد بين تجاهل السعودية مسألة الروهينغا والسياسة الجديدة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان قائلة "منذ تولي ولي العهد ابن سلمان السلطة سقط مفهوم التعاون الإسلامي وحل محله مفهوم تعزيز القومية السعودية، ولم تعد السعودية تهتم إطلاقا بقضايا المسلمين عبر العالم".

المصدر : ليبراسيون