مولر.. المدعي العام الصارم الذي يخشاه ترمب

Former FBI Director Robert Mueller, special counsel on the Russian investigation, leaves following a meeting with members of the US Senate Judiciary Committee at the US Capitol in Washington, DC on June 21, 2017. / AFP PHOTO / SAUL LOEB (Photo credit should read SAUL LOEB/AFP/Getty Images)
مولر شخصية غير نمطية في المشهد السياسي القضائي الأميركي (غيتي)
إذا كان هناك من وجد نفسه يلعب دور المايسترو في بعض أهم الأحداث في التاريخ الأميركي الحديث فإن روبرت مولر سيكون مرشحا مثاليا لذلك.

فالرجل الذي عين في مايو/أيار 2017 محققا في التواطؤ المحتمل بين أقارب للرئيس الأميركي الحالي دونالد ترمب وروسيا هو نفسه الذي كان قد عين قبل 16 عاما مديرا لمكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) أسبوعا واحدا بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001.

فمولر البالغ من العمر 73 عاما الذي يصفه العارفون به بــ"الصارم" و"المنهجي" لم ينبس ببنت شفة حول هذا الموضوع منذ أن تولى متابعته، فالمحارب السابق في فيتنام يفضل العمل بصمت في مكتبه الذي لا يبعد سوى خطوات من البيت الأبيض.

يقول عنه عضو مجلس الشيوخ الديمقراطي العارف به ريتشارد بلومنتال إنه مشهور باستقلاليته وتصميمه، كما أنه لا تعرف عنه علاقات خاصة مع دونالد ترمب، وهو أول محقق مستقل يهتم بقضية التدخل الروسي المحتمل في الانتخابات الأميركية بكل تشعباتها.

ويمكن وصف مولر بأنه شخصية غير نمطية في المشهد السياسي القضائي الأميركي وهو يحظى باحترام الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء.

وقد قاد هذا المحامي السابق مكتب التحقيقات الفدرالي تحت ولايات جورج دبليو بوش وبارك أوباما، ومن اللافت أنه لم يتردد في ذلك الوقت في معارضة ممارسات اعتبرها غير قانونية، إذ هدد بالاستقالة عام 2004 بسبب برنامج تنصت اعتبره مخالفا للقانون.

وقبل أن يلتحق بمكتب التحقيقات الفدرالي، تولى مولر -المنحدر من الطبقة الأرستقراطية في نيويورك وتلقى تعليمه في جامعة برينستون المرموقة- مسؤوليات هامة في نظام العدالة الأميركي، حيث شغل على التوالي منصب المدعي العام الاتحادي في سان فرانسيسكو والمدعي العام الاتحادي، كما تقلد المنصب الثاني في وزارة العدل تحت رئاسة جورج بوش الأب.

ومن بين القضايا المهمة التي أشرف عليها محاكمة الرجل القوي السابق في بنما، مانويل أنطونيو نورييغا، الذي حكم عليه في الولايات المتحدة بتهمة الاتجار بالمخدرات وغسل الأموال، والتحقيق في انفجار طائرة بوينغ 747 الأميركية على قرية لوكربي الأسكتلندية والتي قتل فيها 270 شخصا في 21 ديسمبر/كانون الأول 1988.

ولم يضاهيه في طول فترة رئاسته للشرطة الفدرالية الأميركية سوى إدغر هوفر مؤسس مكتب التحقيقات الفدرالي، الذي تولى قيادته لمدة 48 عاما حتى وفاته. وقبل تعيينه مدعيا خاصا في قضية التدخل الروسي، كان روبرت مولر عضوا في مكتب محاماة ويلمرهال والذي استقال منه.

المصدر : لوفيغارو