واشنطن بوست: أميركا تغدر بحلفائها

Turkish soldiers stand on tanks as they prepare for a military operation at the Syrian border as part of their offensive against the so-called Islamic State (ISIS or IS) militant group in Syria, in Karkamis district of Gaziantep, Turkey, 25 August 2016. The Turkish army launched an offensive operation against ISIS in Syria's Jarablus with its war jets and army troops in coordination with the US led coalition war planes.
جنود أتراك يعدون دباباتهم على الحدود التركية السورية استعدادا لعملية عسكرية داخل سوريا (الأوروبية)
انتقدت صحيفة واشنطن بوست سياسة الولايات المتحدة إزاء الحرب المستعرة في سوريا، وقالت إن عدم تدخلها بسوريا أدى إلى تقاتل حلفائها في البلاد في أعقاب التدخل العسكري التركي، وأضافت أن أميركا غدرت بهؤلاء الحلفاء.

وقالت الصحيفة في افتتاحيتها إن التحول الذي جرى للحرب في سوريا والتطورات الأخيرة بعد تدخل تركيا أدى إلى المواجهة في ما بين حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، ممثلين بتركيا التي تدعم المعارضة السورية المناوئة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد والمليشيات الكردية.

وأشارت إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أرسل دبابات وقوات خاصة إلى داخل سوريا لدعم الجيش السوري الحر لاستعادة مدينة جرابلس الحدودية شمالي البلاد من سيطرة تنظيم الدولة.

وأضافت أن الخطوة التركية تعتبر التزاما من جانب أنقرة لمواجهة تنظيم الدولة، ولكن مواصلة تركيا الهجوم داخل سوريا يوضح أن هدفها الرئيسي هو الاستيلاء على الأراضي التي يسيطر عليها حليف آخر من حلفاء أميركا ممثلا بالأكراد الذين بدورهم يقاتلون ضد تنظيم الدولة.

‪تركيا سبق أن سمحت للولايات المتحدة باستخدام قاعدة إنجرليك قرب الحدود السورية‬ تركيا سبق أن سمحت للولايات المتحدة باستخدام قاعدة إنجرليك قرب الحدود السورية (رويترز)
‪تركيا سبق أن سمحت للولايات المتحدة باستخدام قاعدة إنجرليك قرب الحدود السورية‬ تركيا سبق أن سمحت للولايات المتحدة باستخدام قاعدة إنجرليك قرب الحدود السورية (رويترز)

غطاء جوي
وأشارت إلى أنه بعد أن قدمت الولايات المتحدة نفسها غطاء جويا للتدخل العسكري التركي في سوريا، فإن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما سرعان ما أعربت عن أن اشتباكات تركيا مع الأكراد في سوريا تعتبر أمرا غير مقبول وأنه يمثل مصدر قلق عميق.

وأضافت الصحيفة أن هذا التشويش والتخبط الأميركي في سوريا -الذي يهدد بتقويض الهجوم المحتمل ضد مدينة الرقة عاصمة تنظيم الدولة- هو نتاج حتمي للمشاركة الضيقة للرئيس أوباما في سوريا.

وقالت إن أوباما أرسل قوات عمليات خاصة لدعم الأكراد السوريين الذين يحاولون إقامة منطقة حكم ذاتي شمالي سوريا على طول الحدود التركية، بينما الطائرات الأميركية نفسها توفر غطاء لتركيا التي تسعى بدورها إلى منع الأكراد من إقامة أي كيان على حدودها.

وأضافت أن الولايات المتحدة أبلغت الأكراد بضرورة الانسحاب من المناطق غربي نهر الفرات بسوريا، وذلك استجابة للمطلب التركي الرامي إلى إقامة منطقة عازلة وملء المنطقة في شمالي سوريا بـاللاجئين السُنة.

كما نشرت الصحيفة مقالا للكاتب ديفد إغنيشياس في ذات السياق، قال فيه إن الحملة العسكرية الأميركية للاستيلاء على مدينة الرقة السورية قد تتأجل، وذلك في ظل الاقتتال المرير بين تركيا ووحدات حماية الشعب الكردية في سوريا.

وأشار الكاتب إلى أن حالة انعدام الثقة بين اللاعبين الإقليميين بالحرب -التي تعصف بسوريا منذ سنوات- طغت على اهتمامهم المشترك في مواجهة تنظيم الدولة. وأضاف أن الاقتتال بين حلفاء أميركا أنفسهم في سوريا يدل على هشاشة السياسة الأميركية تجاه هذه البلاد، وعلى غدر الولايات المتحدة بحلفائها.

المصدر : الجزيرة + واشنطن بوست