العنصرية وانتشار السلاح قضيتان معيبتان بأميركا

Dajia Dominguez,14, from Dallas, stands with her fist up at Rosa Parks Plaza near the shooting scene in Dallas, Texas, U.S., July 8, 2016. REUTERS/Shannon Stapleton
فتاة من دالاس تقف ملوحة بقبضة يدها بحديقة روزا باركس بلازا بالقرب من موقع إطلاق النار على الشرطة (رويترز)

حان الوقت لعلاج قضيتي العنصرية وحمل السلاح  في أميركا بعد تجاهلهما المعيب فترات طويلة.. العنصرية واقع تعيشه أميركا، إنه السر الأميركي القذر. كثير من السود يشعرون بالغربة في بلادهم أميركا، وكثير من البيض غير مرتاحين لوجود السود، حتى الرئيس الأسود في البيت الأبيض.

بهذه اللهجة تحدثت الصحف البريطانية عن التوتر في المدن الأميركية بسبب الصراع بين الشرطة والأميركيين السود، وقالت غارديان إن قضيتي العنصرية وحمل السلاح تم تجاهلهما طويلا، وبشكل مخجل، واصفة توترات اليوم بأنها أكثر الحوادث المشحونة عنصريا طوال عقود.

وقالت إنه وبعد حركة الحريات المدنية في الخمسينيات والستينيات، احتلت قضية العنصرية مكانا هامشيا في الأخبار الخارجية والداخلية بأميركا، لكن التغيرات التي جرت على المستوى التشريعي وأحكام القضاء لم تتبعها إلا تغيرات طفيفة في الواقع العملي، في التعليم والتوظيف، وظلت الحياة عموما غير مختلفة بالنسبة لأغلب الأفريقيين الأميركيين واللاتين.

الأسباب الكامنة
وأضافت أن العنصرية عادت عام 2013 إلى أميركا لتحتل مكانا بارزا في الأخبار، وعرضت الصحيفة تفاصيل حوادث إطلاق النار على السود خلال السنوات الماضية، واختتمت قائلة إن مثل هذه الحوادث ستلهب التوترات العنصرية التي لن تنتهي إلا إذا عالجت أميركا الأسباب التي تقف وراءها، وهي عدم المساواة في الاقتصاد والتعليم والتفرقة داخل المدن.

وقالت فايننشيال تايمز إن أحداث دالاس تبرز خط التصدع في المجتمع الأميركي، مضيفة أن السود والبيض هناك لديهما ما يقلقهما، وأعربت عن تفاؤلها بأن تلك البلاد التي تجاوزت توترات أصعب من التوترات الحالية قادرة على تجاوز هذه الفترة.

أما صحيفة ذا تايمز فقد ركزت في مقال لها على الرئيس الأميركي باراك أوباما قائلة إنه لم يفعل شيئا لتحسين العلاقات بين مختلف الأعراق في أميركا، مضيفة أن أميركا لم تنتخب رئيسا أسود، بل مختلط العناصر على المستوى البيولوجي، لكنه أبعد ما يكون عن أن يكون من السود على المستويات النفسية والعقلية والسياسية.

لا تغيير
وأضافت أن أوباما نفسه لم ينكر ذلك أبدا، ولم يقل يوما إن إدارته من السود، وفي الواقع إنها تضم أقل عدد من السود أكثر من أي إدارة أميركية في السنوات السابقة، حتى أقل من إدارة جورج دبليو بوش.

وتحدثت الصحيفة عن الأسباب الواقفة وراء التوترات العرقية، وقالت -مثلما قالت غارديان- إن تدني التعليم واستشراء الفقر وسط السود وراء ذلك (46% من الأطفال السود في أميركا يعيشون في فقر مقارنة بـ14% من البيض)، ولم تتغير هذه الأرقام خلال رئاسة أوباما.

وأعربت الصحيفة عن تفاؤلها بأن أوباما الذي سيبلغ من العمر 55 عاما عندما تنتهي فترة رئاسته سيكون لديه الوقت الكافي للتفكير مرة أخرى في تعامله مع العنصرية، وستصبح هذه القضية أهم ما يشغله بقية حياته، "وربما يقرر أن يصبح من السود"، ويكرس حياته لتحسين العلاقات بين الأعراق الأميركية بشكل لم تسمح له رئاسته بتكريسها.  

المصدر : الصحافة البريطانية