نيويورك تايمز: متى يتوقف القتل في أميركا؟

Black Lives Matter protesters chant slogans at the Mall of America light rail station in Bloomington, Minnesota December 23, 2015. Demonstrations by Black Lives Matter to protest police killings of black men took place in Minnesota and California on Wednesday, a day the activist group dubbed "Black Xmas" to show it could impact the economy on one of the busiest shopping days of the year. REUTERS/Craig Lassig
متظاهرون في بلومينغتون بولاية مينيسوتا الأميركية للتضامن مع السود الذين يتعرضون للقتل والعنف آخر العام الماضي (رويترز)

تساءلت نيويورك تايمز: متى يتوقف القتل في أميركا؟ وقالت إن مقاطع فيديو لمقتل شخصين أميركيين من أصول أفريقية توثق لما بات يعرف وكأنه قتل عادي من جانب الشرطة، وأشارت إلى أن المواطنين السود يتعرضون للقتل والعنف على أيدي الشرطة.

وقالت الصحيفة بافتتاحيتها اليوم إن مقاطع الفيديو تشير إلى الصدمة العميقة التي شهدها الأميركيون مرارا وتكرارا في المواجهة مع رجال الشرطة، وتتسبب بإزهاق حياة بريئة لشخص أسود.

فيبدو أن إطلاق النار صار جزءا من حلقة بشعة لمنفذي قانون عاثوا في الأرض فسادا، فبالنسبة للأميركيين من أصل أفريقي يُعد التهديد الذي يشكله سوء المعاملة جزءا من حياتهم.

وأضافت الصحيفة أن هذا الواقع الأليم أصبح قضية وطنية مع مقتل المراهق الأسود غير المسلح، مايكل براون عام 2014، وذلك في مواجهة مع ضابط شرطة أبيض في مدينة فيرغسون بولاية ميسوري، مما أسفر عن حدوث اضطرابات عنصرية، ثم استمر إطلاق النار من جانب الشرطة على المواطنين السود.

40 مليونا
وتعد حادثة قتل الرجل الأسود في ولاية مينيسوتا الأربعاء الماضي الحادثة رقم 123 التي يقتل فيها رجل أسود على يد الشرطة هذا العام.

كما نشرت نيويورك تايمز مقالا للكاتب مايكل دايسون تحدث فيه عن مقتل رجلين أسودين في غضون 48 ساعة، ما أسفر عن احتجاجات حصل فيها عمليات قنص قاتلة ضد الشرطة.

وقال دايسون إن الأميركيين من أصول أفريقية يشكلون قرابة أربعين مليونا من أصل أكثر من 320 مليون أميركي، وإن السود مختلفون في حبهم وحياتهم ومماتهم، لكنهم يتفقون على شيء واحد يتمثل في أنهم لا يريدون أن يتم قتلهم من جانب الشرطة، دون خوف الشرطة من ذهابهم إلى المحكمة أو السجن، بينما العالم يشاهد موتهم في مقاطع فيديو مسجلة.

وأضاف: لا يمكنك أيها الأميركي الأبيض فهم اليأس الذي نشعر به، بينما نحن نشاهد هذه الأحداث تتطور بشكل عنيف، وصور فيديو القتل تحكي قصة أكثر حزنا مما قد تصدقه عيناك أيها الأميركي الأبيض، وهي أن حياة السود مهمة.

قتل أسودين
وأوضح الكاتب أن حادثتي المواطنين الأسودين اللذين قتلا مؤخرا الموثقتين عبر مقاطع فيديو تبرهنان على أن الشرطة جزء من حرب غير معلنة ضد السود.

وقال دايسون: أنت أيها الأميركي الأبيض تقول إن السود يقتلون بعضهم البعض كل يوم بدون خروج احتجاجات، بينما يتظاهرون على بضعة رجال شرطة قتلوا أسود، لكن هذا الاتهام غير صحيح.

وأضاف "فنحن نشعر بالضعف لجعلك أيها الأبيض تصدق أن حياتنا نحن السود مهمة، كما أننا نشعر بالضعف لمنعك من قتلنا نحن السود أمام أحبائنا، ولمنعك من إطلاق النار علينا بغضب أيها الأبيض، فاعلم أن لدينا غضبا نحن أيضا، لكن معظمنا يسيطر على الغضب بداخله وهو ما يتسبب لنا بدمار أجسادنا التي يصيبها ارتفاع ضغط الدم والاكتئاب".

واختتم دايسون بالقول: إن معظمنا لا يمكنه أن يكرهك أيها الأبيض، وهذه هديتنا لك، ولا يمكننا إيقافك، وهذه لعنتنا.

المصدر : الجزيرة + نيويورك تايمز