هل بإمكان أميركا إنهاء حروبها بالشرق الأوسط؟

FILE - In this Oct. 4, 2003 file photo, American soldiers aim towards a stone-throwing mob of ex-Iraqi soldiers near a former military airport in central Baghdad, Iraq. After the 2003 collapse of the Saddam Hussein's regime, hundreds of Iraqi army officers, infuriated by the U.S. decision to disband the Iraqi army, found their calling in the Sunni insurgency. (AP Photo/Khalid Mohammed, File)
جنود أميركيون يوجهون بنادقهم تجاه عراقيين قرب مطار عسكري سابق في بغداد إبان غزو العراق (أسوشيتد برس)

أشارت صحف أميركية إلى الحروب التي تخوضها الولايات المتحدة على نطاق واسع في الشرق الأوسط، وتساءل بعضها عن مدى قدرة أميركا على إنهائها، وتحدثت عن المهام المستحيلة التي لم تستطع واشنطن إتمامها.

فقد نشرت مجلة ذي ناشونال إنترست مقالا للكاتب كريستوفر بريبل تساءل فيه عن مدى قدرة أميركا على وقف حروب أشعلتها في الشرق الأوسط الكبير، في ظل لائحة من الاضطرابات التي تعصف بالمنطقة.

وقال الكاتب إن جهود السياسة الخارجية الأميركية فشلت في إحلال السلام والنظام بالمنطقة، وإنها تسببت أيضا بتقويض الأمن القومي للولايات المتحدة نفسها.  

وأضاف أن مؤسسة السياسة الخارجية بالغت بقدرات القوات الأميركية لتغيير مسار السياسة العالمية، وأن الحالة المضطربة في الشرق الأوسط تعتبر مثالا على هذه المبالغة.

وقال بريبل إن على الولايات المتحدة أن تحذر إزاء خططها الضخمة التي تهدف من ورائها إلى إعادة تشكيل المنطقة والعالم.

تراجع
وفي السياق ذاته، نشرت صحيفة نيويورك تايمز مقالا للكاتب توماس فريدمان أشار فيه إلى التراجع في السياسة الخارجية الأميركية، وقال إن الولايات المتحدة ربما تكون نجحت في بعض المهمات العسكرية في بعض الدول، ولكنها فشلت في المهام السياسية وفي تحقيق تغييرات داخل تلك الدول كما هو الحال في العراق وليبيا والصومال وكوسوفو والبوسنة.  

وأضاف أن سبب هذا الفشل يعود لأن التغييرات الداخلية لا يمكن أن تتحقق سوى من الداخل، ومن خلال إرادة الجهات المحلية الفاعلة القادرة على تعديل العادات المتجذرة وعلى التغلب على العداوات القديمة أو عبر استعادة التقاليد السياسية المفقودة منذ زمن بعيد.

ويستدرك فريدمان بالقول إن الخيار الوحيد أمام هذه الدول يتمثل في إنشاء حكومات توافقية وعقود اجتماعية تضمن المساواة بين المواطنين، وأشار إلى أن هذا هو التحدي الكبير أمام السياسة الخارجية للرئيس الأميركي القادم.

المصدر : الجزيرة + الصحافة الأميركية