إغناشيوس: دور واشنطن ضروري للشرق الأوسط

President Barack Obama speaks following his tour of the Saft America factory in Jacksonville, Fla., Friday, Feb. 26, 2016. The plant opened in 2011 with help from federal money from economic stimulus package Obama pushed through Congress in 2009. (AP Photo/Gary McCullough)
أوباما يتحدث بمنطقة جاكسونفيل بولاية فيلادلفيا الأميركية في فبراير/شباط الماضي (أسوشيتد برس)


تظل الولايات المتحدة رغم خفض هيمنتها العسكرية في الشرق الأوسط مقابل روسيا وإيران عنصر الاستقرار في المنطقة، "رغب من رغب ورفض من رفض"، لأن دورها الدبلوماسي هو الحاسم كما أثبتت المفاوضات حول سوريا وحول إيران.

ورد ذلك في مقال للكاتب الأميركي المتخصص بشؤون الشرق الأوسط ديفد إغناشيوس قال فيه إن قطع فسيفساء الشرق الأوسط تمت إعادة ترتيبها خلال الأشهر الماضية، وربما تكون قد شُكلت لتترابط حاليا بطرق مختلفة ومفاجئة.

وأوضح أن هناك فرصا لم يكن إلا القليل من المراقبين قد توقعها، كما أن هناك مخاطر جديدة، مضيفا أن الرئيس الأميركي باراك أوباما يُنظر إليه في الغالب باعتباره عاجزا وسيخرج من مسرح الأحداث في المنطقة خلال الأشهر العشرة الأخيرة من فترة رئاسته، "لكن إيقاع حركة الشرق الأوسط سيتم ضبطه بواسطة وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي لا يزال لديه ما يكفي من الدبلوماسية".

إيقاع حركة الشرق الأوسط سيُضبط بواسطة وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي لا يزال لديه ما يكفي من الدبلوماسية

وأضاف الكاتب أنه مهما كان ما ستكشفه الأشهر المقبلة، فإن العام 2016 سيشكل خيارات الرئيس الأميركي القادم، فأوباما المغادر الذي كان يأمل في إجراء تغيير إستراتيجي في موازين القوة بالمنطقة، قد أنجز جزءا من ذلك، مشجعا الدول الأخرى على لعب دور عسكري أوسع، للأفضل أو للأسوأ، وحافظا للولايات المتحدة دبلوماسيتها.

وقال إنه في سوريا التي يُقال إنها أكبر فشل لسياسة أوباما الخارجية، ورغم المعارضة الشديدة، نجح كيري في الجمع بين متناقضات سوريا -روسيا وإيران وتركيا والسعودية والأردن ونظام الرئيس السوري بشار الأسد والمعارضة السورية المنقسمة- في خيمة واحدة لوضع تفاصيل وقف لإطلاق النار.

وأشار إلى أن العملية الدبلوماسية بشأن سوريا هشة وتعتمد على حسن نوايا روسيا والآخرين الذين كانوا في السابق لا يسعون إلا وراء مصالحهم بعلانية تامة، إلا أنها -أي العملية الدبلوماسية- ليست صفرا على الشمال لأن قوافل الإغاثة وصلت خلال الأسابيع الماضية إلى 225 ألف سوري في أمس الحاجة إلى المساعدات، وأنها تستهدف الوصول إلى 1.7 مليون شخص قبل نهاية الشهر الجاري.

واعتبر الكاتب أن سياسة أوباما حققت ما راهنت عليه في إيران وهو تعزيز دور القوى البراغماتية وإضعاف هيمنة "المتشددين" هناك بدليل نتائج الانتخابات الأخيرة.

كما ذكر إغناشيوس أن السعودية في طور التحوّل نحو المزيد من الانفتاح ولعب أدوار جريئة في المنطقة.   

المصدر : واشنطن بوست