الانتفاضة أفقدت الإسرائيليين أمنهم الشخصي

Israeli police at the scene of a shooting attack near Damascus Gate in the Old City of Jerusalem, Israel, 09 March 2016. According to media reports, two Palestinians were shot dead by Israeli security forces following an attack that injured an Israeli man. The two were thought to have been involved in an earlier shooting incident involving an Israeli bus, according to police.
الحكومة الإسرائيلية تقف عاجزة أمام العمليات الفلسطينية الفردية (الأوروبية)

قال المحلل العسكري بصحيفة هآرتس الإسرائيلية عاموس هارئيل إن "إسرائيل تعيش أجواء جديدة من الانتفاضة الحالية، في ضوء الارتفاع والانخفاض في عدد العمليات الفلسطينية، التي تتسبب جميعها في ضرب منظومة الأمن الشخصي للإسرائيليين".

وأضاف رغم أننا شهدنا خلال الشهرين الأخيرين تراجعا ملحوظا في عدد العمليات، وبدا هناك انخفاض تدريجي في عدد القتلى الإسرائيليين نتيجة لها، فإن عودة هذه العمليات داخل الخط الأخضر يتسبب في فقدان الإسرائيليين أمنهم الشخصي.

ونقلت صحيفة إسرائيل اليوم عن رئيس مركز أبحاث الشرق الأوسط في جامعة أريئيل البروفيسور ألكساندر بلاي أن الحل لموجة العمليات الفلسطينية يتمثل في رفع كلفتها وأثمانها الباهظة على الفلسطينيين، لأنه بعد نصف عام من موجة العمليات فإنها لم تتراجع، بل على العكس من ذلك فإنها قد تأخذ أبعادا متزايدة.

وأضاف أن هذه العمليات لا تشكل خطرا وجوديا على إسرائيل، وأن أجهزة الأمن الإسرائيلية لديها القدرة على التغلب عليها، لكن الإسرائيليين تتملكهم مشاعر بانعدام الأمن الشخصي في الشوارع، وهذا شعور غير جيّد.

وأردف "إذا كانت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية غير قادرة على إحباط عمليات فردية لا تقف خلفها منظمة معروفة، فإن الحاجة ماسة لردع عائلاتهم، وإذا كان الإسرائيليون غاضبين جدا على موجات التحريض فبإمكاننا وقف قنوات وإذاعات التحريض ذاتها".

أزمة معلومات
أما الخبير العسكري في صحيفة يديعوت أحرونوت رون بن يشاي فرأى أن الأمن الشخصي للإسرائيليين بات مفقودا بسبب موجة العمليات الأخيرة، في وقت تترقب الحكومة الإسرائيلية معجزة توقفها.

وأضاف لا توجد معلومات أمنية استخبارية عن الموجة الحالية من الهجمات الفلسطينية، وبالتالي فلا توجد أدوات ردعية ولا أهداف يمكن مهاجمتها من الناحية العسكرية، مشيرا إلى أن الحكومة الإسرائيلية اتخذت قرارات برفع مستوى العقوبات على الفلسطينيين، لكنها لا تمتلك وسائل سياسية أو عسكرية تضع حدا لهذه الانتفاضة.

وأوضح أن انتفاضة الفتيان الصغار التي تعيشها إسرائيل لم تعاصر مثلها منذ أن نشأت حتى اليوم، فلا يوجد مانع أمام أي فتى فلسطيني من الخروج لتنفيذ عملية طعن أو دعس أو إطلاق النار، وفور نجاح أي عملية من هذه تصبح على الفور عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي نموذجا يحتذى وقابلا للتقليد في المستقبل لمنفذين محتملين قادمين.

وتابع بن يشاي "في الانتفاضتين الفلسطينيتين السابقتين، تعامل الجيش الإسرائيلي وأجهزة المخابرات معهما من خلال الردع والعمليات العسكرية والأمنية المكثفة، وتمكنت المخابرات من إحباط الهجمات الفلسطينية بصورة مسبقة وردع منفذيها".

وقال "لكننا في الانتفاضة الحالية نفتقد للمعلومات الأمنية وبالتالي فلا يوجد ردع مسبق، وقد يبدو صعبا استخدام القبضة الحديدية التي يقترحها وزير الخارجية السابق أفيغدور ليبرمان، لأن الفلسطينيين الفتيان يصطفون طوابير خلف بعضهم بعضا ينتظرون الموت".

المصدر : الصحافة الإسرائيلية