صحيفة إسرائيلية: انشغال إسرائيلي بمؤتمر فتح

كومبو يجمع صورة عباس ودحلان
أجهزة الأمن الإسرائيلية قلقة في ظل نجاح عباس في تطهير صفوف فتح من عناصر دحلان المدعوم من القاهرة (الجزيرة)

قال خبير عسكري إسرائيلي إن الوضع في الأراضي الفلسطينية يبدو معقدا إلى أبعد حد، مما يثير قلق أجهزة الأمن الإسرائيلية التي تابعت عن كثب مجريات مؤتمر فتح الأخير الذي عقد في مدينة رام الله.

ونقلت صحيفة مكور ريشون عن عمير ربابورت القول إن الخوف يساور المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، لأن الساحة الفلسطينية قد تكون على مقربة من اندلاع انفجار وشيك تكون وجهته ضد السلطة الفلسطينية.

وقد حظي مؤتمر فتح الأخير بأهمية استثنائية لدى إسرائيل لأنه انتخب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ليتزعم الحركة خمس سنوات أخرى، وهناك شكوك بأن يبقى على رأس الحركة خلال الفترة القادمة، وهو ابن الـ81 عاما، مما يعني أن بداية معركة وراثة عباس سوف تلقي بظلالها على الأمن الإسرائيلي، ومن ذلك تجدد موجة العمليات المسلحة ضد إسرائيل.

في الوقت نفسه، أشار الكاتب الإسرائيلي آفي يسخاروف في موقع ويللا الإخباري إلى أن القراءة الإسرائيلية لمآلات انتخابات فتح الأخيرة تشير إلى أن الجيل القديم قد فاز برئاسة عباس، بينما بقي الجمهور الفلسطيني بعيدا عن أي اهتمام بما حصل، بل إن هناك أجواء معادية من قبل الفلسطينيين لحركة فتح التي باتت لا تمثل الجيل الفلسطيني الصاعد.

خبير عسكري إسرائيلي: دحلان لم يقل كلمته الأخيرة، وهو يعمل حاليا من خلال مسارات عدة ضد عباس ورجاله

وأوضح أنه رغم انتصار القيادة التقليدية لفتح في انتخابات اللجنة المركزية والمجلس الثوري فلا يبدو أنها تحظى بتأييد ودعم الشارع الفلسطيني.

غضب مصري
لكن الخبير العسكري الإسرائيلي أمير بوخبوط أشار في موقع ويللا إلى ما اعتبره غضب مصر على عباس، في الوقت الذي يساور فيه أجهزة الأمن الإسرائيلية قلق متزايد إزاء التطورات المحتملة عقب مؤتمر فتح الأخير، في ظل نجاح عباس في تطهير صفوف فتح من عناصر محمد دحلان خصمه اللدود المدعوم من القاهرة، وهو ما تراه القاهرة الخطوة الأخيرة لعباس.

وأوضح بوخبوط أن دحلان لم يقل كلمته الأخيرة، وهو يعمل الآن من خلال مسارات عدة ضد عباس ورجاله، فقد أقام سلسلة مؤتمرات خاصة بالفلسطينيين في قطاع غزة بالتعاون مع مصر لإقامة كيان سياسي فلسطيني جديد ضد عباس، كما يسعى دحلان للمحافظة على نفوذه في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية، تحضيرا لما بات يعرف في الشارع الفلسطيني بـ"اليوم التالي" لغياب أبو مازن.

وختم بوخبوط بالقول إن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يرى في دحلان العنصر المركزي في القيادة الفلسطينية القادمة، مما يزيد من حدة الشرخ بين مصر والسلطة الفلسطينية، يضاف إلى الخلاف القائم بين السلطة وعدد من الدول العربية، كالسعودية والإمارات العربية والأردن الذي لا يظهر اهتماما بالموضوع الفلسطيني لكنه يريد المحافظة على الهدوء في القدس، وعلى حدوده مع إسرائيل.

المصدر : الجزيرة