إسرائيل منشغلة بتحليل هجوم تنظيم الدولة بالجولان

مناورات إسرائيلية بمرتفعات الجولان المحتل
مناورات إسرائيلية بمرتفعات الجولان المحتل (الجزيرة-أرشيف)

قال رون بن يشاي الخبير العسكري الإسرائيلي بصحيفة يديعوت أحرونوت إن الجيش ما زال منشغلا بتحديد الإجابة المطلوبة عن طبيعة الهجوم الذي شنه تنظيم الدولة على دورية عسكرية في هضبة الجولان.

وأضاف أن توفر الإجابة عن مثل هذا السؤال كفيل بوضع الاستخلاصات العسكرية العملياتية اللازمة أمام الجيش في المستقبل، فإن كانت المبادرة من مقاتلي تنظيم الدولة محلية مؤقتة، فقد كان الرد الإسرائيلي منطقيا، وكان لابد من معاقبة هذه المجموعة المسلحة المعادية، ولكن دون حدوث تصعيد عسكري خطير وفتح جبهة قتالية جديدة أمام تنظيم الدولة في جنوب هضبة الجولان.

وأوضح بن يشاي -وهو وثيق الصلة بالمؤسسة العسكرية- أن الفرضية السائدة في الجيش أن قرار الهجوم كان فرديا في ظل التوجهات العامة لتنظيم الدولة بعدم خوض مواجهة عسكرية مع إسرائيل.

عمليات قتالية
كما أن التنظيم موجود حاليا في مرحلة تراجع واضحة في ضوء العمليات القتالية التي يخوضها في العراق وسوريا، ولكن في حال تأكد أن قرار الهجوم على إسرائيل جاء من القيادة العليا للتنظيم، فيمكن تفسيره برغبته بإبداء أداء استعراضي أمامها في ظل الحرب الطاحنة التي يواجهها من جيوش العراق وإيران وسوريا ومن حزب الله، والتحالف الأميركي الروسي.

بينما قال يوسي ميلمان الخبير الأمني الإسرائيلي بصحيفة معاريف إن الحادث الأمني الأخير الذي وقع في هضبة الجولان يطرح أسئلة كثيرة أمام صناع القرار باتجاه طبيعة الهجوم الذي نفذه تنظيم الدولة ضد دورية إسرائيلية، متسائلا: هل كان هجوما بمبادرة شخصية من قبل كوادر التنظيم أم أنه جاء بقرار من قيادة التنظيم العليا؟

وأضاف أن الرد الإسرائيلي على هذا الهجوم الخطير في هضبة الجولان يرتبط بحقيقة من أصدر قرار إطلاق النار على الدورية الإسرائيلية، كونه شكل حادثا غريبا وغير مألوف، لأنها المرة الأولى التي يبادر تنظيم الدولة بشن هجوم على قوة عسكرية إسرائيلية انطلاقا من الأراضي السورية، خاصة على مثلث الحدود الذي يربط إسرائيل مع الأردن وسوريا.

وأشار إلى أن الوحدة المسلحة التي هاجمت الجيش الإسرائيلي تابعة لمجموعات شهداء اليرموك، وهي منظمة محلية أقيمت عام 2012، وقبل نصف عام تم دمجها في منظمة جهادية أخرى، وأصبح الاسم الجديد لها هو جيش خالد بن الوليد، وهو أحد العسكريين المرافقين للنبي محمد، ومات على أرض سوريا في القرن السابع الميلادي.

سيناريوهات مفترضة
وتشير التحقيقات التي بدأ الجيش الإسرائيلي بإجرائها إلى أن أحد السيناريوهات المفترضة أن موقعا عسكريا تابعا لتنظيم الدولة راقب حركة غير اعتيادية لجنود لواء غولاني الإسرائيلي، وفي حال تأكدت هذه الفرضية فإنه خطأ يعود للقوة الإسرائيلية.

وهناك سؤال آخر يشغل بال القادة العسكريين الإسرائيليين يتعلق بطبيعة القرار الذي اتخذه تنظيم الدولة لمهاجمة الدورية وهو: هل كانت خطوة محلية آنية أم أنها قادمة من مستويات قيادية عليا بتنظيم الدولة؟

آيال زيسر المستشرق الإسرائيلي قال بصحيفة "إسرائيل اليوم" إن هجوم الجولان مناسبة لكي يتذكر الإسرائيليون أن تنظيم الدولة بات له أكثر من عامين يكثف حضوره على طول الحدود بين سوريا وإسرائيل، مما يعني أن التنظيم بات يقترب من الجدار الإسرائيلي، وهذا ليس شعارا عاما بل هي حقيقة واقعة، رغم أن التنظيم منشغل هذه الفترة بخوض معارك داخلية في سوريا أكثر من اهتمامه بفتح جبهة قتالية أمام إسرائيل.

وأشار زيسر -وهو أستاذ دراسات الشرق الأوسط بجامعة تل أبيب- إلى أن حادث الجولان يعيد إلى الأذهان السيناريوهات المخيفة التي توقعتها إسرائيل منذ اندلاع الحرب الدائرة في سوريا، ويطرح من الأسئلة القديمة الجديدة عليها: ما الأفضل لإسرائيل انتصار بشار الأسد أم أعدائه، وبضمنهم تنظيم الدولة.

المصدر : الصحافة الإسرائيلية