هل تطلق أميركا يد بوتين لارتكاب فظائع بسوريا؟

كومبو بوتين وأوباما والأسد وترامب
صور الرؤساء من اليمين الروسي فلاديمير بوتين والأميركيان المنتهية ولايته باراك أوباما والمنتخب دونالد ترامب والرئيس السوري بشار الأسد (الأوروبية)
تناولت صحيفة واشنطن بوست الحرب المستعرة في سوريا بعد التدخل الروسي والسياسات الأميركية تجاهها، وتساءلت: هل تطلق أميركا يد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لارتكاب فظائع بسوريا؟ وخاصة بعد تردد الرئيس الأميركي المنتهية ولايته بارك أوباما وتوجهات الرئيس المنتخب دونالد ترامب.

وأضافت في افتتاحيتها أن بوتين وترامب تحدثا الاثنين الماضي عبر الهاتف واتفقا على الحاجة للعمل معا في سوريا ضد العدو المشترك الأول ممثلا بـ"الإرهاب والتطرف" الدوليين، وذلك بناء على بيان صادر عن الكرملين.

وقالت الصحيفة إن روسيا وحليفها الرئيس السوري بشار الأسد سرعان ما بدآ هجوما وحشيا جديدا واسع النطاق ضد حلب الشرقية وغيرها من المناطق التي يسيطر عليها الثوار في سوريا، وتساءلت: هل انطلق هذا الهجوم المكثف بمجرد الصدفة؟ وقالت إنه لا يبدو ذلك في ظل ما نعرفه عن بوتين. 

وأوضحت أن تنظيم الدولة الإسلامية غير موجود في حلب الشرقية وأنه يبدو أن ترامب غير مدرك لهذه الحقيقة، وأن هناك حوالي ربع مليون نسمة من المدنيين في حلب الشرقية الذين تلقوا وفق مصادر أممية حصصهم الغذائية المتوفرة الأسبوع الماضي.

‪روسيا تستخدم قاذفات توبيلوف
‪روسيا تستخدم قاذفات توبيلوف "تي.يو 22 إم-3" الإستراتيجية العملاقة في قصف سوريا‬ (رويترز)

قصف وحشي
وأضافت واشنطن بوست أنه يوجد في حلب الشرقية أيضا مقاتلون تابعون للمعارضة السورية المناوئة للأسد ممن تلقوا تدريبا ودعما من الولايات المتحدة وحلفائها، وذلك بالإضافة إلى مجموعات أخرى تابعة لـتنظيم القاعدة.

وقالت إن مليشيات إيرانية وشيعية تفرض حصارا على حلب منذ يوليو/تموز الماضي، وإن أهالي حلب الشرقية وكل من فيها يواجهون السياسة "الوحشية" للرئيس الأسد التي يتبعها تجاه المناطق الأخرى الواقعة تحت سيطرة المعارضة والمتمثلة في "استسلموا.. أو موتوا جوعا أو عن طريق القصف".


وذكرت الصحيفة أن الهدف الواضح لبوتين يتمثل في دعم الأسد لاستعادة السيطرة على حلب وربما مناطق أخرى واقعة  تحت سيطرة المعارضة، وذلك في غضون الفترة المتبقية من حكم الرئيس أوباما، وأنه من المرجح أن تكون النتيجة هي أسوأ كارثة إنسانية منذ بدء الحرب التي حصدت أرواح أكثر من أربعمئة ألف إنسان في سوريا.

وقالت إن الصحفيين سألوا أوباما الاثنين الماضي بشأن مصير أهالي حلب في ظل سابقة منع هجوم كارثي مماثل على أهالي بنغازي في ليبيا كان محتملا إبان فترة حكم الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، وإن أوباما أجاب في المؤتمر الصحفي أنه ليس لدى الولايات المتحدة خيارات متاحة في سوريا بهذا الشأن.

الأطفال من ضحايا الحرب المستعرة في سوريا (رويترز)
الأطفال من ضحايا الحرب المستعرة في سوريا (رويترز)

أطفال سوريا
وأوضحت الصحيفة أن أوباما سبق أن أسقط خيارات كثيرة بشأن سوريا ووضعها جانبا مثل خيار شل حركة طيران الأسد في أعقاب انهيار الهدنة الأخيرة بين أميركا وروسيا في سوريا، ونسبت إليه القول إنه سيسعى نحو إيجاد مساحات إنسانية ووقف لإطلاق النار في سوريا مع إدراكه أن هذه المساعي لم تنجح.

وقالت إنه بالرغم من أن صراحة أوباما تعتبر أمرا مرحبا به لكنه يبدو أنه مستعد بكل ضعف وعجز ولا مبالاة لمشاهدة مئات الآلاف من السوريين يموتون جوعا وجراء القصف في الأسابيع الأخيرة من ولايته، الأمر الذي يعمق من وصمة العار السورية المتأصلة في تركة أوباما.

وأضافت الصحيفة أن ترامب من جانبه ترك الضوء الأخضر لبوتين نحو اقتراف فظائع في سوريا، وأكدت أن النظام السوري يقصف ويحاصر أهالي حلب بدعم من روسيا وإيران، وأنه يرفض السماح بتسليم المواد الإغاثية وأنه يستهدف بالقصف المستشفيات بشكل متعمد.

وأكدت واشنطن بوست أن نظام الرئيس السوري يقترف جرائم متعمدا وعن سابق إصرار، وأن الأسد وبوتين يريدان أن يشاهدا ربع مليون إنسان يتضورون جوعا أو يموتون جراء القصف بشكل مأساوي، وأن أوباما لا يتطلع لمنع هذه الكارثة. وأضافت أن ترامب أيضا غير مكترث بشأن حلب وسوريا في أحسن الأحوال.

المصدر : الجزيرة + واشنطن بوست