التدخل العسكري الأميركي بسوريا هل فات أوانه؟

من الغارات التي استهدفت أحياء مدينة حلب
من الغارات التي استهدفت حلب الشهر الماضي (ناشطون)

عرضت صحف أميركية مواقف متباينة بشأن الكيفية التي يجب أن تتعامل بها واشنطن مع التطورات في سوريا. فقد دعت إحداها إلى عدم التدخل الأميركي العسكري في سوريا، بينما قالت أخرى إن الولايات المتحدة وحدها هي التي تستطيع إنقاذ السوريين.

وقال كاتبان في مقال مشترك لهما بصحيفة نيويورك تايمز إن أوان التدخل العسكري الأميركي في سوريا قد مضى، وأكدا أن تصعيد واشنطن خوضها في الأزمة السورية الآن قد يفجّر حربا كبيرة، أو أن هذا الخوض سيكون ضعيفا إذا لم يفجر حربا بمواجهة روسيا وقوات الأسد، وستكون نتائجه عكسية.

وأوضح الكاتبان ستيف سايمون وجوناثان ستيفنسون أن هدف أميركا الآن يجب أن ينصب على خفض الأضرار وإنقاذ الأرواح والحفاظ على وجود فرص للحل السياسي، وأن المحادثات بين موسكو وواشنطن حول وقف إطلاق النار -رغم فشلها المتكرر- ستبقى هي السبيل الأمثل لتحقيق الهدف المذكور.

الصواريخ الروسية
وعلل الكاتبان حجتهما بوجود صواريخ جديدة نصبتها روسيا في طرطوس السورية. وقالا: يبدو أن دعاة التدخل قد نسوا أن فترة التسعينيات قد مضت عندما تدخلت واشنطن بنجاح في البوسنة والهرسك، مضيفين أن غزوها العراق وليبيا قد هدد أي رغبة في أميركا لوضع القيم قبل المصالح.

كذلك قالا إن دعاة التدخل نسوا أن سوريا كانت حليفة لموسكو منذ بداية الحرب الباردة وأن واشنطن كانت راغبة في التعايش مع ذلك الوضع حتى عندما كانت الأهمية الجيوإستراتيجية للعلاقة السورية السوفياتية أكثر أهمية من الآن.

أما صحيفة "يو.أس.أيه توداي" فقد نشرت مقالا لكاتبين أيضا قالا فيه إن القوة الأميركية وحدها هي التي ستنقذ السوريين، وحذرا من أن حجم القتل يمكن أن يفوق ما حدث في رواندا في التسعينيات مشيرين إلى أن موسكو تستغل عام الانتخابات الأميركية.

مهين للغرب
وأوضح الكاتبان كولن ب. كلارك ووليام كورتني أن قتل روسيا السوريين في حلب أمر مهين للغرب ومقرف للمجتمع الدولي ويتحدى القيادة الأميركية، وأنه مع الانتخابات التي لم يتبق من يوم إجرائها إلا خمسة أسابيع فقط فإن واشنطن قد أصابتها حمى الانتقال السياسي والتردد، وإذا لم تتصرف بسرعة وترفع تكلفة التدخل الروسي في سوريا، فإن قوات موسكو ستهدد المزيد من أرواح السوريين، وإن الكرملين سيفكر في تصعيد تحدياته على الغرب وأميركا.

ودعا ب. كلارك وكورتني إلى استخدام الدبلوماسية المسنودة بالقوة لتفادي وقوع كارثة تاريخية بحلب وشيكة الحدوث، قائلين إنه كلما أدركت موسكو ودمشق أن واشنطن مصممة على منع الكارثة زاد احتمال منعها.        

المصدر : الصحافة الأميركية