صحيفة أميركية: أخبار سيئة للاقتصاد الإيراني

FILE- In this Tuesday, April 15, 2008 file photo, Iranian oil technician Majid Afshari checks the oil separator facilities in Azadegan oil field, near Ahvaz, Iran. When Iran welcomes leaders to a world gathering next week, few will get a grander reception than India's prime minister. As Tehran tries to offset the squeeze from Western oil sanctions, there is no greater priority than courting energy-hungry Asian markets. (AP Photo/Vahid Salemi, File)
خبير إيراني في صورة أرشيفية يتفحص منشأة نفطية في حقل أزاديغان قرب الأهواز شمال إيران (أسوشيتد برس)

تثير الأزمة السياسية بين إيران والسعودية والتي وصلت إلى حد قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين المتنافسين، جدلا واسعا في الأوساط الدولية، ويرى محللون ومراقبون أنها قد تأخذ طابعا اقتصاديا أيضا، وأنها تحمل أخبار سيئة وقاتمة بالنسبة للاقتصاد الإيراني على وجه الخصوص.

في هذا الإطار نشرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز مقالا للكاتب مارك دوبوفيتز، أشار فيه إلى أن التوتر في العلاقات بين طهران والرياض قد يتطور ليؤدي إلى "حرب اقتصادية" بين الجانبين، بحيث تميل دفتها لصالح السعودية.

وأشار الكاتب -الذي يشغل منصب المدير التنفيذي لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، والخبير في برامج العقوبات والمشاريع المالية- إلى أن السعودية وإيران بينهما خلافات جذرية في كل من سوريا والعراق، إضافة إلى الحرب في اليمن.

وبينما تحدث الكاتب بشأن تفاصيل الأحداث الأخيرة والأزمة الدبلوماسية بين الرياض وطهران، وأضاف أن لدى السعودية مزايا اقتصادية كبيرة يمكنها توظيفها ضد الاقتصاد الإيراني.

عقوبات
وأوضح الكاتب أن الكونغرس الأميركي سبق أن استهدف الصادرات النفطية بالعقوبات في الفترة من 2011 إلى 2013، وأن السعودية اتخذت خطوة حاسمة تمثلت في زيادتها من إنتاجها النفطي. وأن المبيعات النفطية الإيرانية انخفضت من 2.5 مليون برميل إلى حوالي مليون برميل فقط بحلول نهاية 2013.

وأضاف أن الإنتاج النفطي الإيراني اليومي انخفض من 3.7 ملايين برميل في 2011 إلى 2.8 مليون برميل في نوفمبر/تشرن الثاني 2013. وأن أسعار النفط انخفضت بشكل حاد، مما يعني أن العقوبات ضربت الاقتصاد الإيراني بشكل قاس.

وأشار الكاتب إلى أن المسؤولين الإيرانيين يعولون كثيرا على الانفكاك من العقوبات الدولية في أعقاب الاتفاق بين بلادهم والقوى الكبرى بشأن البرنامج النووي الإيراني، وذلك من أجل العودة إلى أسواق النفط والاستثمارات الأجنبية الضخمة في مجال الطاقة، والتي من شأنها إنقاذ الاقتصاد الإيراني المتداعي وتهدئة الإيرانيين المحبطين.

وأضاف أن زيادة الولايات المتحدة من إنتاج النفط الصخري ورفع السعودية الأخير من إنتاجها اليومي من النفط من 9.6 ملايين برميل في نوفمبر/تشرين الثاني 2014 إلى 10.2 ملايين برميل في السنة اللاحقة يؤكد أن إيران ستعود إلى سوق نفطية دولية تبعث على الإحباط.

وأشار إلى أنه ينبغي لطهران أن تبيع ما معدله 3.7 ملايين برميل بشكل يومي، وذلك إذا أرادت  الحصول على نفس العائدات التي كانت تجنيها قبل فرض العقوبات، لكن هذا الأمر أصبح غير ممكن بشكل كبير بالنسبة لها، وذلك بحسب توقعات وكالة الطاقة الدولية للأشهر الستة الأولى بعد رفع العقوبات الدولية.

أدوات سعودية
وقال إنه إذا ما بقيت أسعار النفط في حالة انخفاض، فإن إيران لن تحصل إلا على ما يقرب من نصف السعر الذي قدرته وربطته بميزانيتها للعام الماضي.

وأضاف أنه يمكن للسعودية استخدام سلاح اقتصادي آخر ضد إيران، وذلك من خلال مئات المليارات التي تحتفظ بها الرياض في الخارج. وأشار إلى أن لدى السعوديين نفوذا ماليا مهما في البنوك الأجنبية ومع المستثمرين الأجانب، وأن الرياض يمكنها التهديد بسحب الأموال من الجهات التي تتعامل مع إيران.

وقال إن إيران ربما وجدت وسيلة لتحرير نفسها من العقوبات الأميركية والأوروبية، ولكن لدى السعوديين أدواتهم الخاصة بما يتعلق بالحرب الاقتصادية، وإن أي تداعيات للأزمة بين الرياض وطهران من شأنها أن تجعل الصورة المالية الإيرانية قاتمة.

المصدر : الجزيرة + لوس أنجلوس تايمز