إسرائيل مهتمة بمعرفة دوافع العمليات الفلسطينية

كشف الخبير العسكري بصحيفة هآرتس الإسرائيلية عاموس هارئيل أن الجهود الإسرائيلية تتواصل لمعرفة دوافع منفذي العمليات الفلسطينية الفردية في الأشهر الأخيرة.

وأكد هارئيل أن ضباطا كبارا من الجيش وجهاز الأمن العام (شاباك) نفذوا زيارات مفاجئة لفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية اعتقلوا عقب محاولتهم تنفيذ عمليات مسلحة ضد الإسرائيليين خلال الهبة الفلسطينية الحالية، لمحاولة التعرف على الأسباب التي تدفعهم لتنفيذ هذه العمليات.

وأضاف أن الضباط الذين يعملون في قيادة المنطقة الوسطى بالجيش -المسئولة عن الضفة الغربية– استهدفوا بزياراتهم المفاجئة الشبان والفتيان الفلسطينيين الصغار، الذين لا ينتمون للتنظيمات الفلسطينية، في محاولة إسرائيلية للتنبؤ بالعمليات القادمة.

ووفق الخبير الإسرائيلي، فقد كشف المعتقلون خلال هذه المقابلات مع الضباط أن اختيارهم لعمليات الدعس جاءت خشية انكشافهم في عمليات الطعن وعدم إيقاعها خسائر إسرائيلية كبيرة، بينما تركزت دوافع تنفيذهم للعمليات حول الانتقام من قتل إسرائيل لأقارب لهم، والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على المسجد الأقصى.

عملية إستراتيجية
أما رئيس برنامج الجبهة المدنية بمعهد أبحاث الأمن القومي، التابع لجامعة تل أبيب، مائير ألران، فأكد في مقال لصحيفة يديعوت أحرونوت، أن العملية التي قام بها نشأت ملحم في تل أبيب في اليوم الأول من عام 2016 "إستراتيجية" لأنها عملت على توسيع الفجوة بين العرب واليهود داخل إسرائيل، على حد قوله.

وقال إن "خطورة العملية ليس في خيبة الأمل التي تسبب بها الشاباك أو الشرطة وليس بسبب حالة الهلع التي عمت أرجاء إسرائيل، ولكن لأنها تشكل رسالة لإسرائيل ومواطنيها وحكومتها بضرورة أبعاد هذا الخطر الناجم عن هذه العملية، على اعتبار أن النتائج المترتبة عليها قد تشكل تهديدا لأمنها القومي على المدى البعيد".

وأضاف أن عملية تل أبيب وقعت في توقيت خاص للمجتمع الإسرائيلي، بسبب العلاقات المركبة بين اليهود والعرب، لأن السنة الأخيرة شكلت سنة اختبار، حول الإجابة عن السؤال الكبير: هل تقع مواجهة أليمة عنيفة بين اليهود والعرب داخلها، ومن الواضح أن الدولة لا تملك إجابة واضحة حتى الآن.

وتابع أن "الأجواء التي شهدتها إسرائيل في الشهور الأخيرة منذ أن اندلعت الهبة الفلسطينية تضع المزيد من الصعوبات أمام قيام نقاش حقيقي داخلها حول مستقبل هذه العلاقة".

وأوضح أن السكان في إسرائيل، اليهود والعرب، يعيشون أجواء متشابهة من الغضب والخوف والابتعاد عن بعضهما البعض وكراهية كل منهما للآخر، لأن ثلث الجمهور اليهودي يرى أن عرب إسرائيل يشكلون خطرا، كما أن أكثر من نصف العرب لا يبدون ثقة باليهود.

المصدر : الصحافة الإسرائيلية