معركة الاتفاق النووي في الكونغرس الأميركي
قالت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأميركية إن من يراقب قنوات التلفزة في الولايات المتحدة سيرى إجماعا على رفض الاتفاق الذي وقعته الإدارة الأميركية مع إيران بشأن برنامجها النووي.
وتجمع القنوات الإعلامية الأميركية بشكل كامل تقريبا على أن الأميركيين يريدون "اتفاقا أفضل" من ذلك الذي وقع في العاصمة النمساوية فيينا منتصف الشهر الماضي.
وتوقعت الصحيفة في تقريرها أن يرفض الكونغرس الاتفاقية في التصويت عليها في سبتمبر/أيلول القادم، واستشهدت بتصريحات مشرعين أميركيين مثل الجمهورية غريس مينغ التي قالت إنها ستعارض الاتفاق، وإن "العالم يستطيع، بل يجب أن يحصل على اتفاق أفضل".
غير أن الصحيفة طرحت السؤال التالي: في حالة رفض الكونغرس الاتفاق ونجاحه في إفشال الفيتو الرئاسي، ما هي احتمالات إعادة التفاوض بشأن اتفاق ظلت أكبر ست قوى في العالم تتفاوض مع إيران بشأنه لسنوات طويلة؟
واسترسلت الصحيفة بالقول إن الإجابة عن هذا السؤال تتعلق بشكل رئيسي في نوع الانطباع بشأن هذه الدولة (إيران)، وإن كان من الصحيح أن تنخرط الولايات المتحدة معها في علاقات مؤسسة على اتفاق متشعب.
الشق الآخر من الخلفية اللازمة للإجابة عن السؤال هو إن كان من الصحيح السماح لإيران بامتلاك برنامج لتخصيب اليورانيوم مهما كان الغرض منه.
ويرى منتقدو الاتفاق أن هناك أمثلة تاريخية كثيرة بشأن إعادة التفاوض حول اتفاقات أبرمت، بينما يحذر مسؤولو البيت الأبيض من رفض الكونغرس واللجوء إلى إعادة التفاوض ويؤكدون أن ذلك من شأنه دفع إيران لتسريع وتيرة تخصيب اليورانيوم والإسراع في إنتاج نووي.
من جهة أخرى، قالت صحيفة لوس أنجلوس تايمز إن الاتفاق بشأن برنامج إيران النووي قد دخل مرحلة سيئة، ووصفت أغسطس/آب الجاري بأنه شهر صيفي حار، وأن أكثر من يخشى سخونته هي إدارة أوباما، حيث كان هذا الشهر منذ سنين خلت ساخنا في معارضة برنامج أوباما للتأمين الصحي وقد كلف ذلك في النهاية خسارة حزب الرئيس الحزب الديمقراطي أغلبيته في الكونغرس.
وشبهت الصحيفة أغسطس/آب الجاري بأنه موعد آخر لإدارة أوباما لتشعر بلسعة حر هذا الشهر الذي يسبق تصويت الكونغرس على الاتفاق النووي مع إيران الشهر القادم.
نريد أن نتأكد أن كل عضو في الكونغرس يعلم علم اليقين أن هذا التصويت سوف يظل حاضرا في وجدانه طوال حياته |
ونقلت الصحيفة عن بين وكلر من المجموعة الليبرالية "موف أون" قوله "نريد أن نتأكد أن كل عضو في الكونغرس يعلم علم اليقين أن هذا التصويت سوف يظل حاضرا في وجدانه طوال حياته".
من جهة أخرى، تعهد معارضو الاتفاق بقيادة لجنة الشؤون العامة الأميركية-الإسرائيلية (أيباك) واللجنة اليهودية الجمهورية بأن ينفقوا أربعين مليون دولار في حملة إعلانية تستهدف الحزب الديمقراطي الذي سيكون الفيصل في تمكن الكونغرس من تجاوز الفيتو الرئاسي.
وعلقت زعيمة الأقلية في مجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوس بأنها تتمنى لو يجري التصويت الآن وليس الشهر القادم، وعبرت عن اعتقادها أنه رغم كل المصاعب فإن الاتفاق سيتمكن من تجاوز الامتحان التشريعي.
يذكر أن متظاهرين تجمعوا الأسبوع الماضي أمام مبنى الكابيتول الذي يضم الكونغرس ليسلموا عريضة تحمل أربعمئة ألف توقيع تدعم الاتفاق النووي مع إيران وتدعو إلى وقف حالة التعبئة ضدها.