نيويورك تايمز: تنظيم الدولة يؤسس لدولة ناجحة

ADVANCE FOR USE SUNDAY, JULY 19, 2014 AT 1 P.M. EDT (17:00 GMT) AND THEREAFTER - In this photo released on Jan. 6, 2015, by a militant website, which has been verified and is consistent with other AP reporting, an Islamic State militant, center, speaks to youths during a street preaching event at Tel Abyad town in Raqqa province, northeast Syria. (Militant website via AP)
صحيفة نيويورك تايمز تحذر الغرب من الخيار العسكري وتحث على أخذ علاقة التنظيم مع الجمهور بعين الاعتبار (رويترز)

قالت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية إن تنظيم الدولة الإسلامية نجح في إنشاء دولة فعالة تقوم بمهامها بشكل مرض، وإنها تتمتع بأهم مقوم من مقومات النجاح وهو انعدام الفساد تقريبا.

ورغم أن تنظيم الدولة قد ارتكب الكثير من الأعمال غير المقبولة مثل اضطهاد الأقليات وتدمير الآثار وبيع نساء إيزيديات في أسواق النخاسة واستخدام العنف المفرط لبث الرعب في نفوس أعدائه فإن مسؤوليه أثبتوا أنهم محصنون ضد الرشوة، وهو داء تعاني منه أجهزة الحكومتين العراقية والسورية اللتين تقاتلان التنظيم بعد أن انتزع أجزاء كبيرة من أراضيهما.

واعتبرت الصحيفة أن تنظيم الدولة يستخدم العنف والعقوبات المغلظة على الأعداء ورعايا المناطق التي يسيطر عليها على حد سواء، إلا أنها اعترفت بأن ذلك قد حقق مناخا ملائما لبناء دولة في ظل أوضاع داخلية مستقرة.   

بإمكان المرء أن يسافر من الرقة إلى الموصل ولن يجرؤ أحد على اعتراضه حتى ولو كان يحمل مليون دولار، لن يجرؤ أحد على أخذ دولار واحد

ونقلت الصحيفة عن شخص اسمه بلال -من عاصمة التنظيم في مدينة الرقة السورية- قوله "بإمكان المرء أن يسافر من الرقة إلى الموصل ولن يجرؤ أحد على اعتراضه حتى ولو كان يحمل مليون دولار، لن يجرؤ أحد على أخذ دولار واحد".

ورأت الصحيفة أن على الغرب أن يفكر مليا قبل اللجوء إلى الخيار العسكري، وعللت رأيها بأن على الجميع ألا ينسى أن التهم التي توجه للتنظيم بشأن العنف والتعذيب والاعتقال القسري هي أعمال ترتكبها الحكومتان العراقية والسورية بانتظام. ووصفت الحكومتين بأنهما "فاشلتان وفاسدتان".

من جهة أخرى، فإن تنظيم الدولة بحسب الصحيفة يقوم بكل ما من شأنه ترسيخ سلطته وملء الفراغ الذي تركه غياب الحكومات المركزية مثل إصدار الهويات للناس ومراقبة الحياة اليومية وسن القوانين والتعليمات التي تضمن النظام والأمن مثل قوانين المرور والصيد وصيانة الثروات الطبيعية.   

وفي تقرير لصحيفة واشنطن بوست الأميركية فإن تنظيم الدولة يضع مدينة حديثة العراقية في محافظة الأنبار نصب عينيه بعد أن عصت عليه لأكثر من عام ونصف العام.

وتنبع أهمية هذه المدينة من سدها "سد حديثة" الذي يعتبر ثاني أكبر سد في العراق لإنتاج الطاقة الهيدروليكية، وبالتالي فإن الاستحواذ عليه سيكون بمثابة نصر تكتيكي مهم لتنظيم الدولة في معركته ضد الحكومة المركزية بالعاصمة بغداد.

ورغم سقوط المدن الكبيرة التي تحيط بحديثة مثل الفلوجة والرمادي فإنها قاومت بنجاح هجمات التنظيم المستمرة طوال السنة والنصف الماضية، حيث تجتهد قبائلها والجيش العراقي في منع سقوط سد حديثة الإستراتيجي.    

وكأننا لا نعيش في العراق، لا يمكننا الخروج والدخول من وإلى المدينة، وكأننا نعيش في جزيرة وسط الصحراء

لكن الصحيفة تشير إلى أن نقص الإمدادات في المدينة يعتبر عاملا سلبيا قد يهز قدرة المدينة على الصمود، خاصة أنها تعيش في عزلة وأهلها يعانون من صعوبات جمة تجعل حياتهم اليومية مليئة بالمشاق.

وتنقل الصحيفة عن إسراء محمد (38 سنة) -وهي مواطنة من حديثة- قولها "وكأننا لا نعيش في العراق، لا يمكننا الخروج والدخول من وإلى المدينة، وكأننا نعيش في جزيرة وسط الصحراء".

وأكدت الصحيفة أن أول مجموعة من المراسلين الصحفيين تمكنت مؤخرا من الدخول إلى المدينة لأول مرة منذ أكثر من عام ووجدتها في حالة يرثى لها حيث المحروقات تباع بأكثر من أربعة أضعاف سعرها، والدراجات الهوائية أصبحت منظرا يجتاح شوارعها المتعرجة المتهالكة، أما الأطباء فقد هجروا المدينة، والدواء يدخل إليها بصعوبة بالغة.         

وكانت مدينة هيت قد سقطت بيد تنظيم الدولة قبل عشرة أشهر فأصبحت حديثة مقطوعة بالكامل عن المناطق التي تسيطر عليها حكومة بغداد، وأصبح مطار قاعدة عين الأسد الرئة الوحيدة التي تتنفس منها المدينة والذي بواسطته يتم إيصال معونات محدودة للمدينة وإجلاء أعداد محدودة أيضا من سكانها واللاجئين إليها من مناطق أخرى.

المصدر : نيويورك تايمز + واشنطن بوست