واشنطن بوست: مأساة مستمرة في العراق

BAGHDAD - FEBRUARY 10: A U.S. Army color guard stands in formation as General David Petraeus takes over as top commander for U.S. troops in Iraq at a ceremony at Al Faw Palace at Camp Victory February 10, 2007 in Baghdad, Iraq. The U.S. military is in the midst of an operation to secure Baghdad after months of escalating violence. (Photo by Maya Alleruzzo-Pool/Getty Images) *** Local Caption ***
سكاي كتبت أن جهل وغطرسة الجيش الأميركي تسببا في تفكيك العراق وإشعال العنف فيه (غيتي)

نشرت صحيفة واشنطن بوست مقالا لمحرر صفحة الافتتاحيات فريد هيات استعرض فيه كتابا للمؤلفة إيما سكاي استعرضت فيه كيف ساهمت السياسات الأميركية في إذكاء نار الفتنة وإدخال العراق بدوامة من العنف وعدم الاستقرار.

عنونت سكاي كتابها بـ"الحصاد.. الآمال الكبيرة والفرص الضائعة في العراق". يقول هيات إن سكاي ذات التوجهات اليسارية كانت في الـ35 من العمر عام 2003 عندما غزا جورج بوش وتوني بلير العراق، وإنها توقعت إن زارت العراق أن تمضي أشهرا وهي تعتذر للشعب العراقي.

وساقت الأقدار سكاي البريطانية الجنسية وخريجة جامعة أوكسفورد البريطانية العريقة إلى العراق، وعملت عن كثب مع قادة الجيش الأميركي ديفد بتريوس وخلفه راي أوديرنو، وشهدت هناك سني المد العسكري الأميركي عام 2006 و2007 الذي نجح في احتواء تنظيم القاعدة بالعراق، ثم شهدت بعد ذلك خفض القوات الأميركية على عهد باراك أوباما ومن ثم الانسحاب.

إذا رأيتكم تخرقون أي مادة من القانون الدولي فسآخذكم إلى لاهاي (حيث محكمة العدل الدولية)

ويصف هيات الكتاب بأنه "مسل" لأن كاتبته تتمتع بحس نقدي ساخر إضافة إلى الذكاء، وهو "محزن" لما يرويه عن نتائج سياسة إدارة أوباما التي كبحت انتصارات 2006 و2007 التي تحققت بعد سنين كارثية للاحتلال الأميركي للعراق، كما أنه كتاب "توعوي" لأنه يلقي الضوء على أمور كنا نظن أننا نفهمها حول الشيعة والسنة والأكراد، الأمر الذي يجعل العراق حالة ميؤوسا منها من وجهة نظر الكاتبة.

عام 2003 أسندت لسكاي مهمة إدارية رفيعة المستوى في محافظة كركوك العراقية، وبعد سبع ليال قصف منزلها ولكنها لم تصب بأذى إلا أن ذلك أدى بها إلى فتح حاسوبها على صفحة القانون الدولي الذي يلزم المحتل بحماية المدنيين وأرته لقائد الكتيبة المجولقة 173 الكولونيل وليام مايفيل، وقالت له "إذا رأيتكم تخرقون أي مادة من القانون الدولي فسآخذكم إلى لاهاي (حيث محكمة العدل الدولية)".

وبعد عام من العمل أدركت سكاي أن الجيش الأميركي غير ما كانت تظن، وعندما غادرت عام 2004 "كان العراق مفككا وغارقا في دوامة من العنف بسبب جهل وغطرسة وسذاجة الاحتلال الأميركي".

ويسرد الكتاب عودة سكاي إلى العراق مرة أخرى عام 2006 لتعمل إلى جانب أوديرنو مستشارة سياسية ونزل عليه ما قالته كالصاعقة، فقد تطوعت ضمن مجموعة من الغربيين عام 1991 ليكونوا دروعا بشرية في محاولة لمنع الحرب على العراق بعد إخراج قواته من الكويت.

ورغم هذا التاريخ فإن أوديرنو تقبلها وعملت في مكتبه خلال 2006 و2007 وشهدت احتواء القاعدة وهزيمة المليشيات الشيعية.

ويتطرق كتاب سكاي إلى انطباعات كاتبته حول الانقسام المذهبي في العراق والذي ترى أنه قابل للاحتواء استنادا إلى تاريخ التعايش والتزاوج بين طوائف العراق، إلا أن مجيء نوري المالكي المدعوم من إيران ولهفة الإدارة الأميركية لترك العراق بأسرع وقت ممكن فتحا الباب لتدهور شامل على كافة الصعد.

المصدر : واشنطن بوست