هل يمكن لتنظيم الدولة الإسلامية أن ينتصر؟

FILE - This file image posted on a militant website on Tuesday, Jan. 7, 2014, which is consistent with AP reporting, shows a convoy of vehicles and fighters from the al-Qaida linked Islamic State of Iraq and the Levant (ISIL) fighters in Iraq's Anbar Province. The Islamic State group holds roughly a third of Iraq and Syria, including several strategically important cities like Fallujah and Mosul in Iraq and Raqqa in Syria. It rules over a population of several million people with its strict interpretation of Islamic law. (AP Photo via militant website, File)
قافلة لمسلحي تنظيم الدولة ينتشرون في منطقة الأنبار غربي العراق مطلع العام الماضي (أسوشيتد برس)

تناولت صحف أميركية التحالف الدولي لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية، وتساءل بعضها عن إمكانية انتصار التنظيم، وعن الظروف التي تدعم هذا الافتراض، وأشارت أخرى إلى تحصين تنظيم الدولة لدفاعاته وعن تركه انعكاسات في الأوساط الأميركية. 

فقد نشرت صحيفة واشنطن بوست مقالا كتبه جون ماكلوغلين المحاضر بكلية جونز هوبكنز للدراسات الدولية المتقدمة، تساءل فيه بالقول "دعونا نفكر بما لا يمكن تصوره: هل يمكن لتنظيم الدولة الإسلامية أن ينتصر؟".

وأشار الكاتب -الذي سبق أن تولى منصب نائب مدير وكالة المخابرات الأميركية المركزية (سي آي أيه) بالفترة من 2000 إلى 2004- إلى أن انتصار تنظيم الدولة بالشرق الأوسط يعتبر أمرا لا يمكن تصوره، وخاصة في ظل الاعتقاد السائد بأنه عبارة عن جماعة "تمثل الشر".

وأضاف أن تنظيم الدولة يسيطر على ما يقرب من نصف مساحة كل من العراق وسوريا، وأنه سيحكم من خلال طريقة بدائية في أعقاب إعلانه عن ما يسمى بدولة "الخلافة".

مسؤول أميركي سابق: من شبه المؤكد بقاء تنظيم الدولة إلى ما بعد انتهاء الفترة الرئاسية الثانية للرئيس باراك أوباما، مما يصعب عدم وصف هذا البقاء بأنه لا يمثل انتصارا للتنظيم

فترة أوباما
وأشار ماكلوغلين إلى أنه يعتبر من شبه المؤكد بقاء تنظيم الدولة إلى ما بعد انتهاء الفترة الرئاسية الثانية للرئيس الأميركي باراك أوباما، وأوضح أنه في حال بقائه بالمنطقة لهذه الفترة، فإنه يصعب عدم وصف هذه الفترة بأنها لا تمثل انتصارا للتنظيم.

وأضاف أن هناك مظاهر على الأرض تؤشر إلى احتمال انتصار تنظيم الدولة، ومن بينها أن الحملة الجوية لا تعتبر كافية لإلحاق الهزيمة به، وأن الجيش العراقي غير قادر على مواجهته، وأنه لا يوجد دعم كاف في الولايات المتحدة لإرسال العدد المطلوب من القوات لمقاتلته. وأوضح أن تدريب الولايات المتحدة للقوات العراقية لا يعد أمرا كافيا ما لم يُحقق لديها الإرادة في القتال.

وأضاف أن سيطرة تنظيم الدولة على محافظة الأنبار تجعله يكون على أعتاب العاصمة بغداد، وأنه قد لا يستطيع الاستيلاء عليها، ولكن يمكنه اختراق دفاعات المدينة والتسبب بإحداث الفوضى فيها، وخاصة بعد أن تسبب في خفض الروح المعنوية القتالية لدى القوات العراقية.

وأشار إلى أن العراق مستمر في الانهيار، وبالتالي فإن البلاد ستشهد المزيد من الاضطراب، وخاصة فيما يتعلق بأهداف الأوساط المختلفة التي يتكون منها الشعب العراقي. وأضاف أن إيران قد تُقلص من الدور الذي تلعبه في العراق، وأنها لن تتحمل مسؤوليات أكبر في سبيل إلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة.

تحصين دفاعات
من جانبها، أشارت صحيفة واشنطن تايمز إلى أن تنظيم الدولة يقوم بزرع العبوات الناسفة واتخاذ الإجراءات الضرورية، في إطار تحصين دفاعاته عن مدينة الرمادي غرب بغداد، وذلك تحسبا لهجوم مضاد من جانب القوات العراقية.

وأشارت الصحيفة في تقرير منفصل إلى أن المليشيات المدعومة من إيران تخطط لمساعدة القوات العراقية في شن هجوم لاستعادة الرمادي من سيطرة تنظيم الدولة.

وفي السياق ذاته، أشارت صحيفة وول ستريت جورنال إلى أن تنظيم الدولة يترك انعكاسات متزايدة في الأوساط الأميركية، وسط اتهامات بأن بعض أعضاء الكونغرس من الجمهوريين تسببوا بنشوء هذا التنظيم.

وأوضحت أن تنظيم الدولة يسيطر على الأسلحة التي يتم إرسالها إلى فصائل في سوريا، مما يزيد من قوته. كما تحدثت عن النشأة التاريخية لتنظيم الدولة، وعن كيفية انشقاقه عن تنظيم القاعدة، وعن الدور الأميركي في العراق في أعقاب الغزو.

المصدر : الجزيرة + الصحافة الأميركية