انتصارات تنظيم الدولة تضع إدارة أوباما تحت المجهر

مدينة الرمادي بعد سيطرة مقاتلي الدولة الإسلامية عليها بالكامل
تنظيم الدولة سيطر على الرمادي وتدمر في سوريا في غضون أيام (الجزيرة)

حفلت الصحافة الأميركية خلال الـ24 ساعة الماضية بتغطية مكثفة للانتصارات المتلاحقة التي يحققها تنظيم الدولة، ومدى نجاح الإستراتيجية التي تتبعها إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما لمحاربته.

وقالت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية إن تلك الانتصارات المتكررة تقضي على أي أمل في لجم التنظيم واحتوائه.

وقالت الصحيفة في مقال لها كتبه تيم آرانغو وآن بارنارد من العاصمة العراقية بغداد "منذ أسابيع فقط كان المسؤولون الغربيون يعددون الانتكاسات التي مني بها تنظيم الدولة ابتداء من عين العرب (كوباني) وانتهاء بتكريت، ولكن في غضون الأسبوع الماضي فقط استطاع التنظيم أن يقلب الطاولة ويغير اتجاه الانتكاسات، وذلك بسيطرته على الرمادي في العراق وتدمر بسوريا في غضون أيام قلائل".

‪وول ستريت وصفت سقوط الرمادي بأنه هزيمة عسكرية مذلة وكارثة إنسانية‬ (رويترز)
‪وول ستريت وصفت سقوط الرمادي بأنه هزيمة عسكرية مذلة وكارثة إنسانية‬ (رويترز)

وأوردت الصحيفة أن تنظيم الدولة يواصل انتصاراته بفضل السياسة التي ينتهجها بنجاح وهي القتال على عدة جبهات في وقت واحد، وترويع خصومه وإرباكهم.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول كبير في وزارة الخارجية لم تسمه قوله "لا أحد في الإدارة (الأميركية) من الرئيس ونزولا يقول إن قضية تنظيم الدولة يمكن حلها بصورة آنية، إنها حالة شديدة الخطورة".

أما صحيفة وول ستريت جورنال فقد نشرت مقالين حول إستراتيجية أوباما في الحرب ضد تنظيم الدولة، الأول بعنوان "إستراتيجية البيت الأبيض ضد تنظيم الدولة تحت الضوء"، والثاني بعنوان "خسارة العراق للمرة الثانية".

وقالت الكاتبة كارول لي في المقال الأول إن الانتكاسات المتكررة في الحرب ضد تنظيم الدولة قد وضعت الإدارة الأميركية تحت الضوء وأجبرتها على الاعتراف بعدم وجود حل سريع للقضية والتي ستكون ضمن الإرث الذي يخلفه أوباما لخليفته.

وبناء على ما تقدم، فقد اضطرت إدارة أوباما لأن تخفض سقف تطلعاتها على المدى القصير وتتراجع عن تخطيط هجوم عسكري واسع لاسترداد مدينة الموصل التي سيطر عليها تنظيم الدولة في يونيو/حزيران العام الماضي.

وتكمل لي مقالها منتقدة أوباما لاختياره تعديلات بسيطة لإستراتيجيته في محاربة تنظيم الدولة بدلا من تغييرات جذرية كما يطالب منتقدوه.

ويقتبس المقال كلمات إحدى عضوات الحزب الجمهوري الرئيسية وهي ليندسي غراهام المرشحة لدخول السباق الرئاسي لعام 2016 "إنه لأمر يفطر القلب أن العراق يتحطم بهذا الشكل.. إن الطريقة الوحيدة التي أراها مناسبة لحماية هذه الأمة هي أن يعود جنودنا ويشاركوا العراقيين القتال لوقف تقدم تنظيم الدولة في العراق والشام قبل أن يفوت الأوان".

وفي المقال الثاني والمعنون بـ"خسارة العراق للمرة الثانية" ترى ستريت جورنال أنه "مهما قللت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) من أهمية سقوط الرمادي بيد تنظيم الدولة الأحد الماضي فلن تستطيع أن تحجب الفشل الواضح لإستراتيجية الرئيس أوباما في مواجهته".

وتساءل المقال إن كان أوباما يملك الشجاعة "للاعتراف بالفشل سياسيا أم سيفضل التكبر ومشاهدة العراق ينزلق نحو مزيد من الفوضى وربما حرب أهلية سنية شيعية".

واستعرض المقال تصريحات رئيس الأركان الأميركي مارتن ديمبسي ووزير الخارجية الأميركي جون كيري والتي قللا فيها من شأن انتصارات تنظيم الدولة، وأعربا عن ثقتهما باستعادة الرمادي.

‪أوباما يتعرض لانتقادات واسعة بشأن إستراتيجيته لمحاربة تنظيم الدولة‬ (غيتي)
‪أوباما يتعرض لانتقادات واسعة بشأن إستراتيجيته لمحاربة تنظيم الدولة‬ (غيتي)

لكن ستريت جورنال وصفت سقوط الرمادي بأنه في الحقيقة "مذلة على الصعيد العسكري وكارثة على الصعيد الإنساني سوف تكون لها عواقب سياسية ضخمة".

واستعرضت الصحيفة الأهمية السياسية للرمادي وما تمثله من ثقل عربي سني، وأن من يحكمها يعني أنه احتوى العرب السنة، ومن أجل ذلك دفع الجيش الأميركي الغالي والثمين لضمان سيطرته وحكومة بغداد عليها عام 2007.

وفي هذا السياق، يصف المقال إستراتيجية تسليح العشائر العربية السنية المعادية لتنظيم الدولة في محافظة الأنبار وعاصمتها الرمادي بأنها خطة جيدة "من الناحية النظرية"، خاصة في ظل فشل القوات العراقية بمواجهة التنظيم والجرائم التي ترتكبها المليشيات الشيعية التي تأتمر بأمر إيران.

وتستطرد ستريت جورنال بالقول ولكن الحروب لا تشن على أساس نظري، وإن تأخر الدعم الأميركي أدى لاستفادة تنظيم الدولة من العواصف الترابية التي شلت القوة الجوية الأميركية المساندة للقوات العراقية.

ورأت الصحيفة أن هناك التزاما يحتم على الولايات المتحدة أن تساعد جديا الحكومة العراقية بعد أن وضعت واشنطن مساعدتها في كفة، وخروج رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي من السلطة في كفة أخرى.

المصدر : الصحافة الأميركية