هل يسقط الأسد مع تقدم المعارضة؟

A handout picture made available on 17 April 2015 by Syrian Arab News Agency (SANA) shows Syrian President Bashar al-Assad speaking during an interview with the Swedish Expressen Newspaper in Damascus, Syria, 15 April 2015. According to SANA, Assad described talks held in Russia between Syrian opposition groups and the government as a 'breakthrough' in the crisis. Assad also warned that Europe was not safe from terrorism as long as its backyard, the Mediterranean and Northern Africa is in chaos and full of terrorists. EPA/SANA HANDOUT EPA/SANA HANDOUT
بشار الأسد أثناء إحدى المقابلات الصحفية (الأوروبية/أرشيف)

أبدت صحف أميركية اهتماما بالأزمات المتفاقمة في الشرق الأوسط، وخاصة ما تعلق بكل من سوريا والعراق، وتساءلت إحداها عن إمكانية انهيار النظام السوري، وأشارت إلى من يقود القتال في الظل ضد تنظيم الدولة الإسلامية، وتحدثت أخرى عن معاناة اللاجئين السوريين.

فقد نشرت مجلة فورين بوليسي مقالا لـ آرون ديفد ميلير، أشار فيه إلى أن هناك تحليلات وآراء لخبراء ومراقبين تتحدث عن تقدم قوات المعارضة ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد على أكثر من جبهة في شمال البلاد.

وتساءل ميلير عما إذا كان تقدم المعارضة يوحي بضعف النظام السوري واقتراب تنحي الأسد عن السلطة؟ وأضاف أن هذا التساؤل سبق أن طُرح أكثر من مرة وفي أكثر من مناسبة خلال السنوات الماضية.

وأوضح أنه كان يتوقع أن تطيح إحدى ثورات "الربيع العربي" بنظام الأسد عام 2011، تماما كما أطاحت بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي والعقيد الليبي الراحل معمر القذافي والرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح.

كاتب أميركي تساءل عن إمكانية إطاحة المعارضة بنظام الأسد في ظل تقدمها على جبهات، وما إذا كانت تصريحات الرئيس أوباما ستتحقق، وذلك عندما أعلن أنه يجب على الأسد أن يتنحى

تصريحات أوباما
وتساءل الكاتب ما إذا كان التوقع بالنسبة للإطاحة بنظام الأسد سيكون مختلفا عن التوقعات الماضية هذه المرة، وتساءل عما إذا كانت تصريحات الرئيس الأميركي باراك أوباما عام 2011 ستتحقق هذه المرة، وذلك عندما أعلن أنه يجب على الأسد أن يتنحى.

وأضاف أنه يمكن لنظام الأسد أن ينهار هذه المرة، وذلك في ظل وجود معارضة إسلامية أكثر تنظيما، ووجود انشقاقات داخل المؤسسة الأمنية للنظام، ولصعوبة تجنيد الأسد لأبناء الطائفة العلوية من أجل مواصلة القتال ضد المعارضة.

وأشار ميلير إلى أن انهيار نظام الأسد بدأ عام 2011، وذلك عندما اختار مواجهة الاحتجاجات السلمية بالوحشية والقسوة والعنف، وأن جيش الأسد الآن أصبح متعبا ويعاني معنويات منخفضة، وأن الطائفة العلوية أصبحت متضجرة إزاء الاستمرار بالتضحية بأرواح أبنائها من أجل نظام لم يفعل الكثير من أجلها أو أجل سوريا حتى قبل 2011.

إستراتيجية سلمان

وأشار الكاتب إلى أن ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز وضع الأولوية لإضعاف النفوذ الإيراني في المنطقة بدلا من إضعاف جماعة الإخوان المسلمين.

وأضاف أن للتعاون والتنسيق الذي تجريه السعودية مع كل من تركيا وقطر أثرا في القوة الراهنة التي تتمتع بها المعارضة السورية، ما ينذر إما بانهيار النظام أو اتباعه إستراتيجية يكون من شأنها تقسيم سوريا، وذلك من خلال سحبه قواته إلى مناطق معينة يحتفظ بها لنفسه.

وحذر ميلير من العنف الذي قد يصاحب سقوط العاصمة دمشق بأيدي المعارضة، وأضاف أنه يصعب على السوريين احتواء أو نسيان ما فعلته بهم الآلة الحربية للنظام السوري.

لكنه أشار إلى أنه يستبعد قيام طهران بإرسال ألوية من جنودها للدفاع عن الأسد، وذلك بالرغم من أهميته وأهمية الطائفة العلوية بالنسبة لإيران، وإلى أن النفوذ الإيراني في لبنان سيضعف في حال سقوط النظام السوري.

فورين بوليسي: قائد القوات الخاصة الأميركية اللواء مايكل ناغاتا محارب بالظل ضد تنظيم الدولة، فهو يدرب قوات للمعارضة السورية، والتي ستقاتل التنظيم بدلا من القوات الأميركية

محارب ظل
وفي سياق متصل بمواجهة تنظيم الدولة، أشارت المجلة في تقرير منفصل إلى قائد القوات الخاصة اللواء مايكل ناغاتا الذي يتولى مهمة تدريب قوات للمعارضة السورية، وقالت إنه يعتبر أيضا محاربا بالظل ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

وفي معرض تقديمها للقائد العسكري الأميركي، أشارت فورين بوليسي إلى أنه سبق لناغاتا أن توقع بتعرض كل من سوريا والعراق واليمن للتمزق، وذلك قبل ظهور تنظيم الدولة في كل من سوريا والعراق وقبل اجتاح جماعة الحوثي لليمن.

وأضافت أن تصريحات ناغاتا لم تجد آذانا صاغية بالرغم من أن شارك في عمليات عسكرية خاصة، وأنه أوكلت إليه مهمة تدريب قوات للمعارضة السورية، ولكن هذه المهمة قد تفشل في ظل عدم تلقيها الدعم الكافي من الإدارة الأميركية.

كما تعرضت المجلة للمهام التي يضطلع بها ناغاتا في تدريب قوات سورية معارضة في الأردن، وقالت إن واشنطن تعتبر هذه القوات تشكل الفرصة الأفضل لمواجهة تنظيم الدولة في سوريا بدلا من استخدام القوات القتالية البرية الأميركية.

معاناة اللاجئين
وفي شأن متصل بالأزمة السورية، أشارت صحيفة واشنطن بوست إلى أن اللاجئين في مخيمات دول الجوار يعانون جراء الظروف القاسية لمخيماتهم.

وأوضحت أن اللاجئين السوريين في مخيم الأزرق بالأردن -والذين يقدر عددهم بعشرة آلاف لاجئ- يشكون من صعوبة العيش فيه، وذلك في ظل النقص في الكهرباء والوظائف وحرية الحركة.

وأضافت أن المشاكل التي يعانيها اللاجئون تعود في جزء منها إلى تزايد العجز في التمويل، في أعقاب تعرض الملايين من السوريين للتشرد واللجوء داخل بلادهم وإلى دول الجوار والخارج.

المصدر : الجزيرة + الصحافة الأميركية