تشكيك بحقيقة الاستقلال في صحف إسرائيلية

فلسطين تحت المجهر- أكذوبة الانصهار بإسرائيل
صحفي إسرائيلي يتساءل عن سبب عدم إعطاء الإسرائليين أهمية لأحداث الاحتفال بـ"الاستقلال" بعد مرور 67 سنة على قيام إسرائيل؟ (الجزيرة)

عوض الرجوب-رام الله     

بينما تحتفي إسرائيل باستقلالها على أرض الآخرين وعلى أنقاض شعب مهجر، ألقت الأوضاع الأمنية والإقليمية بظلالها على هذه الاحتفالات. ما دفع صحفا إسرائيلية للتساؤل عن حقيقة هذا الاستقلال وإلى أي مدى يمكن أن تصمد إسرائيل.

ففي معاريف يقول أبراهام تيروش إنه بعد 67 عاما من قيام إسرائيل لا يزال يحوم حولها السؤال: هل ستبقى حية على مدى الزمن أم ستبلى وتضيع كزوج من الأحذية؟

واعتبر أن الانتصارات الكبرى في الحروب والعمليات العسكرية تشعل الخيال، إلى جانب إخفاقات وفشل، كما أن الإنجازات العلمية والتكنولوجية يقابلها تعليم إشكالي، والتنمية الاقتصادية الكبيرة  تقابلها معطيات فقر وفوارق مقلقة، والثقافة والفن المزدهران يقابلهما مظاهر عنف وفظاظة وضحالة.

برئيل: دولة بدون حدود، لها رجل عالقة في حلق شعب آخر تحتفل بنجاحها لبلوغ سنتها الـ67

وخلص إلى نتيجة مفادها أن إسرائيل دولة مستقلة من ناحية سياسية ورسمية، لكنها أقل استقلالا وبحاجة إلى المساعدة وإلى السند من ناحية وجودية، على حد تعبيره.

يعيش الخطر
وفي افتتاحيتها قالت صحيفة إسرائيل اليوم إن 67 سنة مرت وما زال الشعب الإسرائيلي فخورا بما حققه لكنه يجد صعوبة في تصديق أن العلم علمه بسبب العقبات الكبيرة التي كانت في الطريق أو بالثمن الباهظ الذي دفع.

ووصفت الصحيفة إسرائيل بأنها في عمر 67 "ما زالت بعمر ولد" لكنها تقر بأن الواقع الصعب أنضج إسرائيل سريعا فظهرت عليها التجاعيد، نافية أن تكون قبحا بل "زادت جمالها أكثر".

وفي نفس الصحيفة تساءل دان مرغليت عن تفسير عدم إعطاء المواطنين والمواطنات أهمية لأحداث الاحتفال بالاستقلال لدرجة تجعلهم غير مبالين بمرور 67 سنة على الدولة؟

وتفاخر الكاتب بالعودة غير المسبوقة لإحياء اللغة العبرية وبالجهاز القضائي وبالعلم الذي يخترق الحدود والمساعدة الإنسانية للعالم كله، لكنه أكد أن الشعب اليهودي ما زال يعيش في خطر جلي بالرغم من استقلاله.

وتحت عنوان "دولة مستقلة مع هوية مشكوك فيها" كتب تسفي برئيل يقول إن دولة ما زالت لا تعترف بحق يهود الشتات في تقرير أين يعيشون ولا تكتفي بأن تكون دولة الإسرائيليين الذين يعيشون داخل حدودها المعترف بها، ما زال استقلالها مشكوكا فيه.

وأضاف في هآرتس يقول "دولة متذمرة غاضبة خائفة منقسمة ومليئة بالغضب تحتفل اليوم بعيد استقلالها. دولة بدون حدود، لها رجل عالقة في حلق شعب آخر تحتفل بنجاحها لبلوغ سنتها الـ67"

وخلص إلى أن الدولة المستقلة ما زالت تدير "حربا وجودية" ضد حوالي 20% من مواطنيها، ورغم أنها حظيت باعتراف دولي فإنها تتصرف وكأنها ما زالت مرشحة لاعتراف كهذا، وكأن نفس المجتمع الذي صادق على استقلالها يمكن أن يلغي اعترافه بها أو المس بسيادتها.

الدور الروسي
وشدد على أن التناقض الكامن في هذه المعادلة هو أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة التي تحتاج إلى

محاولات روسية للتأثير على الساحة الإسرائيلية الفلسطينية تضاف إلى تدخل موسكو الفاعل في أزمات الشرق الأوسط

اعتراف مزدوج، الاعتراف الدولي أصبح في جيبها، واعتراف الشعب اليهودي الذي جزء منه لم يكتشف بعد الضوء الصهيوني.

وتابع أن "عقدة الهوية هذه ترافق الدولة منذ إقامتها وتؤجج الاضطهاد الذي لا يعرف الشبع، ذلك الاضطهاد الذي تديره بعد الاعتراف بمبرر وجودها".

وفي شأن مختلف سلط تقرير لنشرة "نظر عليا" البحثية الضوء على الدور الذي تحاول أن تلعبه روسيا في العملية السلمية.

وتابع التقرير أنه في ما مضى كان يبدو أن روسيا تكتفي بالاشتراك في العملية السلمية بين إسرائيل والفلسطينيين من خلال اللجنة الرباعية، إلا أنه نشأ في الفترة الأخيرة انطباع بأن روسيا تنتهز الفرصة للعب دور أكثر فعالية. مشيرا إلى زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى موسكو مؤخرا.

ولفت إلى أن المحاولة الروسية للتأثير على الساحة الإسرائيلية الفلسطينية تضاف إلى تدخل موسكو الفاعل في أزمتين رئيسيتين في الشرق الأوسط: سوريا، والموضوع النووي الإيراني.

المصدر : الجزيرة