انتقادات لإدارة أوباما لفشلها بمحاربة "التطرف"

President Barack Obama speaks at the Countering Violent Extremism (CVE) Summit, Thursday, Feb. 19, 2015, at the State Department in Washington. The White House is conveying a three-day summit to bring together local, federal, and international leaders to discuss steps the US and its partners can take to develop community-oriented approaches to counter extremist ideologies that radicalize, recruit and incite to violence. (AP Photo/Pablo Martinez Monsivais)
الرئيس الأميركي باراك أوباما يتحدث في قمة للبيت الأبيض للتصدي "للتطرف" انعقدت الأسبوع الماضي (أسوشيتد برس)

تناولت صحف أميركية إستراتيجية الولايات المتحدة لمواجهة "التطرف" في أنحاء العالم، وقال بعضها إن الرئيس الأميركي باراك أوباما و"الإسلاميين المعتدلين" فشلوا في التصدي "للمتطرفين" وخاصة في ظل انتشار العنف في مناطق متعددة من العالم.

فقد نشرت صحيفة واشنطن تايمز مقالا للكاتب بيتر موريتشي، قال فيه إن الزعماء المسلمين "المعتدلين" لم يبذلوا جهودا كافية لمنع تفشي الأفكار "المتطرفة" وإن بعض السياسات الأميركية نفسها ضد السود تنم عن عنصرية.

وأوضح الكاتب أن مكافحة العنصرية والتحيز وما ينتجانه من عنف تعتبر مهمة الجميع، وأنه يمكن للمسلمين الاستجابة لدعوة الرئيس أوباما لمكافحة الأفكار "المتطرفة" في مجتمعاتهم، ولكن سياسات واشنطن تجاه الأقليات في كثير من الأحيان تشجع على عكس ذلك تماما.

وأشار إلى أن "المتطرفين" الإسلاميين يستغلون بساطة عقول الناس ويقنعونهم بأن الغرب مسؤول عن اليأس الذي تعاني منه الكثير من المجتمعات الإسلامية، وأن العنف ضروري للدفاع عن الإيمان ولدفع الظلم الواقع على المسلمين.

كيري: ليس هناك تفسير مشروع للدين يعلّم أتباعه تنفيذ أعمال عنف وحشية مثل إزالة قرى من الوجود أو تحويل الأطفال إلى تفجيريين انتحاريين، فهذه أعمال شنيعة لأفراد شوهوا الدين لخدمة أهدافهم الإجرامية والبربرية

"الدين والتطرف"
ونشرت الصحيفة مقالا آخر للكاتب روبرت نايت أشار فيه إلى إلقاء المسؤولين الأميركيين اللوم على الظرف الاقتصادي في التسبب في ظهور "الإرهاب".

وانتقد الكاتب مسؤولين أميركيين بسبب عدم ربطهم بين "التطرف" والإسلام، وقال إن وزير الخارجية جون كيري ذكر كلمة "التطرف" في مقال له قبل أيام دون أن يأتي على ذكر الإسلام.

وكان كيري قد قال إن البشرية واجهت من قبل تهديدات القمع والإبادة الجماعية والفوضى والديكتاتورية، وإنها تواجه اليوم عدوا جديدا في ميدان معركة مختلف وبأسلحة مختلفة وهو "التطرف العنيف".

وفي مقال له نشرته صحيفة وول ستريت جورنال بعنوان "خطتنا لمواجهة التطرف العنيف" وصف هذا "التطرف" بأنه التحدي البارز بالقرن الـ21، مضيفا أنه ورغم أن القوة العسكرية ضرورية في الغالب للرد على أعمال "العنف" لكنها ليست كافية لتحقيق النصر عليه.

وأوضح كيري أن مستقبلا أكثر أمنا وازدهارا يتطلب الاعتراف بأن "التطرف العنيف" لا يمكن تبريره باللجوء إلى الدين، قائلا "ليس هناك تفسير مشروع للدين يعلّم أتباعه تنفيذ أعمال عنف وحشية مثل إزالة قرى من الوجود أو تحويل الأطفال إلى تفجيريين انتحاريين. هذه أعمال شنيعة لأفراد شوهوا الدين لخدمة أهدافهم الإجرامية والبربرية".

وأشارت الصحيفة في تقرير منفصل إلى أن وزير الأمن الداخلي جاي جونسون دافع عن رفض إدارة الرئيس أوباما استخدام مصطلحات مثل "الإسلام الراديكالي" عند الحديث عن تنظيم الدولة الإسلامية وجماعات متشددة أخرى.

من جانبها، أشارت صحيفة واشنطن بوست إلى وجود انقسامات في أروقة الكونغرس إزاء كيفية مواجهة تنظيم الدولة، وسط الخشية من أن طلب أوباما تفويضا لاستخدام القوة العسكرية بشكل أوسع يشمل نشر قوات أميركية على الأرض في كل من العراق وسوريا.

يُذكر أن البيت  الأبيض واجه انتقادات لعدم تركيز قمته التي انعقدت قبل أيام على "التطرف  الإسلامي" حيث انتقد الجمهوريون أوباما لتجنبه استخدام عبارات مثل "التطرف الإسلامي" حيث تؤكد إدارته أن الهجمات التي يشنها مهاجرون لأوروبا من أصول إسلامية "لا مبرر لها مطلقا" بأي ديانة.

المصدر : الجزيرة + الصحافة الأميركية